الْفَائِدَةُ الرابعةُ: استعمال المؤكِّدات فيما يَنبغي تأكيدُه، نأخذه من القَسَم في قولِه:{وَلَقَدْ}؛ لِأَنَّ مثل هَذَا التعبيرِ كما مرَّ كثيرًا يُعتبَر مؤكَّدًا بثلاثةِ مؤكِّدات؛ بـ (اللام) و (قد) والقسم، واللَّهُ أَعْلَمُ.
الْفَائِدَةُ الخامسة: إبطالُ مَذهَب الجَبْرِيَّة؛ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} فجعل هَذَا باختيارِهِم، أَبَوْا إِلَّا أنْ يَكْفُروا بذلك، وهذا الكفر عامٌّ، يَشمَل كلَّ ما يُتَصَوَّر من أنواعِ الكفرِ، حَتَّى الكفر الأصغرُ، وذلك سَبَب فِي الأَشَر والبَطَر؛ حيثُ يَمْرَحُ النَّاسُ مثلًا ويَفْسُقُون ولا يُؤَدُّون ما أوجبَ اللَّهُ عليهم من صلاةِ الجماعَةِ وغيرِ ذلكَ، فهذا مِن هَذَا النوعِ.