للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (٥٧)]

* * *

* قالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} [الفرقان: ٥٧].

* * *

قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} أيْ عَلَى تَبليغِ ما أُرْسِلْتُ بِهِ من أجرٍ {إِلَّا}، لكِنْ {مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} طَريقًا بإنفاقِ مالِه فِي مَرضاتِهِ تَعَالَى، فلا أَمْنَعُه من ذلكَ].

قوله: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} معروفٌ أنَّ (ما) نافية، وأن (مِنْ) فِي قوله: {مِنْ أَجْرٍ} زائدة إعرابًا، لا معنًى، ولهذا يعبِّر عنها بعضُ العلماءِ بقولِه: صلة؛ تَحَرُّزًا من أنْ يقول: إنها زائدةٌ، وَفِي الحقيقةِ إذا فُهِمَ المعنَى زالَ الإِشْكالُ، ما دُمنا نقول: إنها زائدةٌ إعرابًا فلا حرجَ علينا فِي ذلكَ، أمَّا معنًى فليستْ بزائدةٍ، فائدتها التنصيصُ عَلَى العمومِ؛ لِأَنَّ (أجر) نَكِرة فِي سياقِ النفي، وهذا مِن صِيَغِ العمومِ، لكِن عندما تَدْخُل عَلَيْهَا (مِن) تكون أدلَّ وأنصَّ عَلَى العمومِ، فلو قال: (ما أَسْئَلُكم عليه أجرًا) فإنَّ هذا صحيحٌ أَنَّهُ لا يوجدُ أجرٌ أبدًا، لكِن {مِنْ أَجْرٍ} كأنك تُشعِر أَنَّهُ لا يوجد أجرٌ لا قليلٌ ولا كثيرٌ، ففائدتها إذَنِ التنصيصُ عَلَى العمومِ.

وقوله: {مِنْ أَجْرٍ} إذا قُلْنَا: إن (مِنْ) زائدة إعرابًا فكيف نُعْرِب (أجرٍ)؟ نقولُ: (من) حرف جرٍّ زائدٌ إعرابًا، و (أجر) مَفْعُولٌ ثانٍ لـ (أسأل)، منصوب بفتحةٍ مقدَّرة

<<  <   >  >>