للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآيتان (١٣، ١٤)]

* * *

* قالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان: ١٣ - ١٤].

* * *

قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا} بالتشديد والتخفيف]، يعني قراءتينِ سَبْعِيَّتَيْنِ (١)، ثم قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: [بأن يضيَّق عليهم و {مِنْهَا} حال من {مَكَانًا}؛ لِأنَّهُ في الأَصْل صفة له {مُقَرَّنِينَ}]، إلى آخره.

قوله: {وَإِذَا أُلْقُوا} في هَذَا دليل على أَنَّهُمْ -والعِياذُ باللَّه- لا يُعامَلون معاملةَ رحمةٍ، بل يُلقَوْنَ إلقاءً ويُطرَحون طرحًا. وقوله: {مَكَانًا} ظرفٌ عاملُه قوله: {أُلْقُوا}، وقوله: {مِنْهَا} في الأَصْل صفة، ولَكِن القاعدة عند أهل النحو أن الجارَّ والمجرور إذا تقدمَ على مَوْصُوفِهِ صار حالًا منه؛ لِأَنَّ الصِّفةَ لا تَتَقَدَّمُ على الموصوفِ، تقول مثلًا: (جاء رجل على بعيرٍ راكبًا)، فتعرب (راكبًا) حالًا، لكِن لو قدمتها على رجل (جاء راكب) لوجبَ أن تكون صفة بالمعنى، كذلك الجارّ والمجرور إذا قلت (جاء رجل على بعير) (على بعير) صفة لِرَجل، فإذا قدمتَ (على بعير): (جاء على بعير رجل) وجب أن تكون الصِّفة هَذِهِ حالا؛ لِأَنَّ الصِّفة لا تَتَقَدَّمُ على الموصوفِ، ولهذا قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:{مِنْهَا} حال من {مَكَانًا} لِأنَّهُ في الأَصْل صفة له].


(١) الحجة في القراءات السبع (ص: ٢٦٥).

<<  <   >  >>