قوله:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} معطوفٌ على قوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ} يعني واذكُر {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}، {يَعَضُّ} من أيِّ بابٍ من أبوابِ الصرفِ؟ عندنا في الصرف الأبواب ستة، فهنا {يَعَضُّ} هل من باب (نَصَرَ، يَنْصُرُ)، أو (سَمِعَ، يَسْمَعُ) أو (فتحَ، يَفْتَحُ)، فَهُوَ من باب (فتحَ)، وعند العامَّة يجعلونه من باب (نَصَرَ) يقولون: يَعُضُّ (فلانٌ يَعُضُّ فلانًا)، والصواب:(فلانٌ يَعَضُّ فلانًا)، فهي من باب فتحَ، يعني يُفتح فيها المضارع، كما أن الماضيَ كذلك مفتوح لكِن الماضي مشدَّد.
قوله:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ} المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ يقول: [المشرِك]، والآية قد نقول: إنها أعمُّ من المشرِكِ؛ لِأَنَّ الظُّلم يَشمَل الشّركَ فما دونَه، ولكن ننظر السياق الآن: هل يعيِّن أن يَكُونَ الظُّلمُ بمعنى الشركِ أو لا؟ ثم إن المُفَسِّر خَصَّصها تخصيصًا آخرَ فقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ:[عُقْبَة بن أبي مُعَيْط؛ كانَ نَطَقَ بالشهادتينِ ثم رَجَعَ إرضاءً لِأُبَيِّ بنِ خَلَفٍ]، قوله رَحِمَهُ اللَّهُ:[عقبة] هَذَا تخصيصٌ لعمومٍ، فإنْ كان المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ يريد أن يجعلَه مثالًا مما تنطبِق عليه الآية فالأمر سهلٌ، وإنْ كان يريد المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّه أن