الاستفهام في قولِهِ:{كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ} للتعجُّب والإنكارِ.
وقوله:{الْأَمْثَالَ} يعني الأشباهَ أوِ الأوصاف، فالمَثَلَ يأتي بمعنى الشَّبَه ويأتي بمعنى الصِّفة، قَالَ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ}[محمد: ١٥] معنى {مَثَلُ} صفة الجنة، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ}[البقرة: ١٧]، شَبَهُهُمْ كشَبَهِ، فالأمثال إما بمعنى الأشباه أو بمعنى الأوصاف. يعني كيف جَعَلوا هَذِهِ الأوصاف الَّتِي يقدَحون برسالتِك بها، انظُر إليها متعجِّبًا، والتعجُّب يَقتضي في الغالب الإنكارَ.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ} بالمسحورِ والمحتاج إلى ما يُنفِقُه، وإلى مَلَكٍ يقوم معه بالأمْر {فَضَلُّوا} بذلكَ عن الهُدَى {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} طَريقًا إليه].
قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ} الخطاب للرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وكونه يخاطِب الرَّسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذا الإنكارِ عليهم لا يَخْفَى ما فيه من التأييدِ والتقويَةِ للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعناية اللَّه تَعَالَى به -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا أمرٌ معلومٌ.