للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: بعضُ الأئمَّةِ عنده ظرُوف فِي البيتِ مثلًا، كأنْ يَكُونَ كبيرًا فِي السنِّ أو شيئًا من هَذَا القَبيل، يقول: أنا أريد أن أُصَلِّيَ أوقاتي الَّتِي أستطيعُ أن أَحْضُرَ فِيهَا إِلَى المسجدِ، ويجعل شخصًا آخرَ من أهلِ البلدِ يساعده، هل يجوز هذا؟

لا يوجد مانعٌ إذا قَالَ لشخصٍ: إذا تَخَلَّفْتُ فَصَلِّ.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: بعضُهم يقول: الإمامةُ ارتباطٌ ولا أستطيعُ السفرَ؟

هَذَا أكْثر ما يَعْتَذِرون بِهِ، يَقُولُونَ: واللَّهِ الإمامةُ تَربُط وتُشْغِل، وأنا أريدُ يومًا أتمشَّى هنا ويومًا أتمشى هنا؟ أنا أقولُ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: ٤]، كلُّ هَذِهِ عَقَبَات الأَصْلُ عَدَمُها، فأنتَ اجْزِمْ واحْتَسِبِ الأجرَ مِنَ اللَّهِ، وسَيُسَاعِدُكَ اللَّهُ ويُهَيِّئ اللَّهُ لكَ مِن أمرِكَ يُسْرًا.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: رَجَّحْتُمْ أنَّ الأذانَ أفضلُ منَ الإمامةِ؟

إِذَا قُلْنَا: إنَّ الأذانَ أفضلُ مِنَ الإمامةِ فلَيْسَ معنى ذلكَ أنَّ الإمامةَ لَيْسَ فِيهَا فضلٌ، ثم نقولُ: جزاك اللَّهُ خيرًا كنْ مؤذِّنًا وإمامًا، فإذا كنتَ حَريصًا عَلَى الخيرِ فكنْ مؤذِّنًا وكن إمامًا.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: ما معنى حديث: "الْإِمَامُ ضَامِن" (١)؟

حديث: "الْإِمَامُ ضَامِنٌ" الحديث فِيهِ مقال، لكِن إذا صحَّ فالمعنى أنَّ الإمامَ مسؤولٌ عمَّن وَرَاءَهُ، يَعْنِي ضامنًا لهم، فيَجِبُ أنْ يَكُونَ فِي صلاتِه مثلَما قُلْنَا قبل قليلٍ: أن يأتي بِهَا عَلَى الوجهِ الأكملِ إذا صَلَّى بهم، أَمَّا ما وراء ذلك فليسَ عليه شَيْءٌ،


(١) أخرجه أبو داود: كتاب الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت، رقم (٥١٧)، والترمذي: أبواب الصلاة، باب ما جاء أن الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، رقم (٢٠٧).

<<  <   >  >>