الْجَهْمِية الْقَائِلُونَ بِخلق الْقُرْآن على ذَلِك لما قَالُوا إِنَّه كَلَام يحدثه حَالا بعد حَال ويجدده مرّة بعد أُخْرَى فنقض مَا أسس وَهدم مَا بنى وَقد تقدم من شَرط وَاضع هَذَا الْكتاب فِي بَاب صِفَات الله أَنه لَا يتَكَلَّم فِي كيفيتها فَإِنَّهُ لَا يثبتها على هَذَا الْوَجْه بل يجريها مجْرى التَّسْلِيم دون الْبَحْث والتغير وَهَذَا مِنْهُ نقض لذَلِك الأَصْل
ثمَّ توهم أَن مَا روى عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّته فِي ذَلِك وَهُوَ قَوْله
إِذا تكلم الله بِالْوَحْي سمع أهل السَّمَاء للسماء صلصة كجر السلسلة على الصفاء