وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يكون الله تَعَالَى سمى الجماعتين رجلَيْنِ لِأَن الْعَرَب تسمى الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة رجلا وَلذَلِك يَقُولُونَ مر بِنَا رجل من جَراد أَي جمَاعَة كَثِيرَة
وَأما معنى النِّسْبَة إِلَيْهِ فَمن طَرِيق الْفِعْل وَالْملك كَمَا نسب روح آدم إِلَيْهِ
وَأما مَا رُوِيَ عَن كَعْب فِي نَهْيه الْأَشْعَث عَن وضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى فقد قيل إِن كَعْبًا كَانَ يَأْخُذ الْعلم من الْكتب وَفِي الْكتب تَحْرِيف لما أخبرنَا الصَّادِق بِأَنَّهُم حرفوه وبدلوه على أَن كَعْبًا لم يقل أَيْضا أَي رب هُوَ وَذَلِكَ لفظ مُشْتَرك
وَيحْتَمل أَن يخرج ذَلِك أَيْضا على أَن مَعْنَاهُ إِن هَذَا جلْسَة الْجَبَابِرَة فزجروه عَن التَّشْبِيه بهم لِأَن الْعَرَب تَقول للمعظم الشَّأْن الرب وَتَحْقِيق ذَلِك مَا قَالَ الحكم بن عتيبة عَن أبي مجلز قَالَ
سَأَلته عَن الرجل يجلس وَيَضَع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى قَالَ لَا بَأْس إِنَّمَا كره ذَلِك أهل الْكتاب زَعَمُوا أَن الله سُبْحَانَهُ خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثمَّ إستوى على الْعَرْش يَوْم السبت فَجَلَسَ تِلْكَ الجلسة وَأنزل الله تَعَالَى