للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَاكَبةٍ تخْتَال في رِكَابِهَا

تَرْنُو بعَيْنٍ خِلْتَ في أَثْقَابِهَا

ضِرَامَ نَارٍ طَارَ من لُهَابِهَا

كأَنَّمَا النُّمْرَةُ في اغْترابِهَا

رقْمُ دَيَابِيجٍ علَى أَثْابِهَا

مُخْطَفة الكَشْحَيْن في اضطرابِهَا

كأَنَّهَا القَنَاةُ في انْتصابِهَا

والحَيّةُ الرَّقْطاءُ في انْسيابِهَا

وسُرْعَةُ العُقَاب في انْصبابِهَا

وتارَةً كاللَّيْث في وِثَابِهَا

مُعْفِيَة السَّائسِ من عِتَابِهَا

نَزّاهَةٌ لَفْسِهَا عن عابِهَا

فأَبْصرَتْ من حيْثُ أَمَّمْنَا بِهَا

عُفْرَ الظِّبَاءِ وَهْي في أَسْراَبِهَا

تَرتَعُ في المَرْتَعِ من جَنَابِهَا

ثُوَانِىَ الأَجْيَادِ من رِقَابِهَا

فأَقْبَلَتْ تَمْرَحُ في جِذَابِهَا

حتّى إِذا ما أَكْثرَتْ رَمَى بِهَا

فذَهَبتْ تَنْسَلُّ في طِلاَبِهَا

تَأْكلُ وَجْهَ الأَرض في ذَهَابِهَا

فلوْ تَرَى الفَهدَةَ في الْتهَابِهَا

وشِدّةِ الغَلوِ إِذا اغْلَوْلَى بِهَا

في نأْيِهَا عَنهنّ واقتِرابِهَا

تكَادُ أَن تَخرُجض من إِهَابِهَا

فالوَيْلُ منهُنّ لمَن يَصْلَى بِهَا

إِذ أَدْرَكَتُهنَّ بلا إِتعَابِهَا

فأَقبَلَتْ حَطْماً على أَصْلابِهَا

وعَرَّضَتْهنّ على عَذَابِهَا

بَيْنَ شَبَا مْخْلَبِهَا ونَابِهَا

يا حُسْنَ بَهنَانَةَ في احتضابِهَا

من صَائكِ الأَوْدَاجِ وانشِخابِهَا

فلوْ تَرَاهَا وهْيَ في انكبابِهَا

من نَهسِهَا للَّحم واسْتلاّبِهَا

كُلُّ يَفَدِّيها لَدَى إِيابَهَا

ولَذّةٍ ونَعمَةٍ تَغْنَى بِهَا

بَيْنَ قُدورٍ جَمَّةٍ نُؤتَى بِهَا

وبَيْنَ خامِيزٍ ومِن كَبَابِهَا

عَطيّة من رَبِّنَا وَهَّابِهَا

وله أيضاً في فهدٍ:

قد أَغتَدى واللَّيْلُ أَحْوَى السُّدِّ

والصُّبْحُ في الظِّلمَاءِ ذو تَبَدِّى

مثل اهْتزَازِ العَضبِ ذي الفِرِنْدِ

بأَهْرَتِ الشِّدْقَين مُرْمَئدِّ

أَزْبَر مَطْوىّ المَطَاععِلِّكْدِ

طاوِى الحَشَا في طَىِّ جِسْمٍ مَغْدِ

كَرّ الرِّوَا جَمِّ غُضُونِ الجِلْدِ

دُلاَمِزٍ ذي نَكَب مُسْوَدِّ

وشَجْرِ لَحْيَيْن ونَحْرٍ وَرْدِ

كاللَّيْثِ إلاّ نُمْرَةً في الجِلْدِ

للشِّبَحِ الجائلِ مُستَعدِّ

آنَسَ قَبْل النَّظَرِ المُرْتَدِّ

على قَطَاةِ الرِّدفِ رِدْفِ العَبْدِ

سِرْبَيْن عَنّا بجَبِينٍ صَلْدِ

فانْقَضَّ يأْدُو غَيْرَ مُجْرَهِدِّ

بلَهَبٍ منه وخَتْلٍ إِدِّ

مثْل انْسيَابِ الحَيّةِ العِرْبِدِّ

بكُلّ نَشْزٍ وبكلّ وَهْدِ

حتّى إِذا كَان كماهِ القَصْدِ

صَعْصَعَهَا بالصَّحْصَحَانِ الجُرْدِ

وعَاثَ منْهَا بقَرِيعِ الشَّدِّ

بَينَ شَريجَىْ طَمَعٍ وحَرْدِ

لا خَيْرَ في الصَّيْدِ بغير فَهْدِ

وله أيضاً فيه:

وليسً للطُّرَّاد إلاّ فَهْدُ

كأَنّمَا أَلْقَتْ عليه الكُرْدُ

من خُلْقِهَا أَو وَلَدتْهُ الأُسْدُ

وله أيضاً:

جاءَ مُطِيعاً بمُطَاوِعَاتِ

عُلِّمْنَ أَو قَد كنَّ عالمَاتِ

تُرِيكَ آمَاقاً لها مُخَطَّطاتِ

سُوداً على الأَشْدَاقِ سائلاتِ

تُلْوِى بأَذنابٍ مُعَقَّفَاتِ

عَلَى ظُهُورِ الخَيْل مُرْدَفَاتِ

حتّى إِذا كنّ على المَجْرَاةِ

حَيْثُ تظُنّ الوَحْشَ آخِذَاتِ

وهُنّ في الأَدْغَالِ كَالِحَاتِ

طَوَامِحَ الأَبْصَارِ شاخِصاتِ

على البُطُونِ مُتَبطّحاتِ

ثُمّ حَدَوْنَا الوَحْشَ مُقْبِلاتِ

فوَاثَبَتْهنّ مُشَمِّرَاتِ

وَثْبَ الشَّياطينِ المُسلَّطَاتِ

فَلَوْ تَرَى الوُحُوشَ مُجْجَعَاتِ

مِنْ بعْدِ ما قدْ كُنَّ رَاتِعاتِ

ما أَقْرَبَ المَوْتَ من الحَيَاةِ

ولعبد الصَّمد بن المُعَذَّل في فَهدَة:

كأَنّهَا والخُزْر من حِدَاقِهَا

والخُطَطُ السُّود على أَشداقِهَا

تُرْكٌ جَرَى الإِثمدُ في آماقِهَا

<<  <   >  >>