للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكْتَنُّ تَحْتَ شَمَالِ البَدْرِ بارقُه ... وتَارَةً يَتَرَاءَى في يَدِ الأَسَدِ

وله أَيضاً ممّا جوَّد فيه:

ذُو مَدْمَعٍ من غيرِه مُسْتَعْبِرٍ ... وتَبَسُّمٍ من نَفْسِهِ مُتَوَالِ

وكَأَنّمَا نَشَرَ الفِرِنْدُ بمَتْنِهِ ... دِيبَاجَةً خَضْرَاءَ إِثْرَ صِقَالِ

ويُرِيكَ في لأْلائِهِ مُتَوقِّداً ... حَنَق المَنُونِ به على الآجالِ

وللعَبْدِيّ:

تَغْلَبِيّ في كَفِّهِ مَشْرَفيّ ... لنُفوسِ العِدَا شَرُوبٌ أَكولُ

صارِمٌ لو رَمَى به الطَّودَ فَلَّ ال ... طَّوْدَ وارْتَدَّ لَيْسَ فيه فُلولُ

كادَ ماءُ الفِرِنْدِ فيه ونَارُ ال ... طَّبْعِ تَعْلو هذِي وذَاك يَسٍيلُ

وكان على سَيف بِسْطَام بن قَيْسٍ الشَّيْبَانيّ، واسمُ سَيْفِه المُحَوَّل مكتوباً:

نَصْلٌ يَقُدٌ الكَبْشَ وهو مُدَجَّجٌ ... عَضْبُ المَضَارِبِ كالشِّهابِ السَّاطعِ

وكان على سَيف عُتَيْبَةَ بنِ الحارثِ بن شِهَاب مكتوباً:

ففِي أَيِّ حالاتي شَهِدْتِ فإِنّني ... إِذَا الحَرْبُ شُبَّت عَن حَرِيمِكِ دَافِعُ

بذِي شُطَبٍ صافِي الحَدِيدِ كأَنّه ... إِذَا هُزَّ بَرْقٌ في دُجَى اللَّيْلِ لاَمِعُ

وعلى سَيْفِ عامِرِ بن الطُّفَيلِ مَكْتوبٌ:

وذِي حُبُكٍ في المَتْنِ صافٍ كأَنَّه ... لَوَامِعُ بَرْقٍ في الدُّجَى يَتَوَقَّدُ

وكان على سَيْف عَمْرِو بن مَعْد يكَرِبَ القُلْزُمِ مكتوباً:

ذَكَرٌ على ذَكَرٍ يَصولُ بصارمٍ ... عَضْبٍ يَمَانٍ في يَمِينِ يَمَانِ

؟ في الرِّمَاح

الخَطِّية: مَنْسُوبَةٌ إِلى الخَطّ، وهي جزيرة بالبَحْرَيْن، والرُّدَيْنِيّة: مَنْسُوبةٌ إِلى رُدَيْنَةَ، امرأَة تَبيع القَنَا بالخَطّ، الأَزَنِيّة واليَزَنِيّة: منسوبةٌ إِلى ذِي يَزَن الحِمْيريّ، وكان مَلِكاً يَجمع السِّلاحَ.

المِتَلّ: الغَليظُ الشديدُ اللَّدْنُ اللَّيِّنُ. الخَطِل: الشديدُ الاضطرابِ الذي يَفْرُط.

الزّاعِبيّ: الذي إذا اهتَزَّ تَدافَعَ كُلّه كأَنّه يَجْرِي، ومنه: مرَّ يَزْعَب بحِمْلِه، إِذا مَرَّ يَتدافَع به.

ومن أَحسن ما قيل في الرِّماح قَول سَلاَمةَ بنِ جَنْدَلٍ:

بالمَشْرَفِيّ ومَصْقولٍ عَوَارِضُها ... صُمِّ العَوامِل صَدْقَاتِ الأَنابِيبِ

سَوَّى الثِّقافُ قَناهَا فهْي مُحكَمةٌ ... قلِيلَةٌ الزَّيْغِ من سَنٍّ وتَرْكيبِ

زُرْقاً أَسِنّتَها حُمْراً مُثقَّفَةً ... أَطْرَافُهنّ مَقِيلٌ لِليَعَاسِيبِ

كأَنَّها بأَكُفِّ القَوْمِ إِذْ لَحِقوا ... مَوَاتِحُ البِئرِ أَو أَشْطَانُ مَطْلوبِ

وقولُ مُزَرِّد:

ومُطَّرِدٌ لَدْنِ الكعُوبِ كأَنَّمَا ... تَغَشّاهُ مُنْبَاعٌ منَ الزَّيْت سائلُ

أَصَمّ إِذا ما هُزَّ مَارَتْ سَرَاتُه ... كَمَا مَارَ ثُعْبانُ الرِّمَالِ المُوَائِلُ

له لَهْذَمٌ مَاضِي الغِرَارِ كأَنَّه ... هِلاَلٌ بَدَا في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ناحِلُ

وقولُ أَوس بن حَجَر:

وإِنّي امْرُؤٌ أَعدَدْتُ للحَرْب بعدَ مَا ... رَأَيْتُ لها ناباً من الشَّرِّ أَعْصلاَ

أَصَمَّ رُدَيْنيَّا كأَنَّ كعُوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ عَرَّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلاَ

عليه كمِصْبَاحِ العَزِيزِ يَشُبُّهُ ... لِفِصْحٍ ويَحْشوهُ الذُّبَالَ المُفَتَّلاَ

وقال الأَصمَعِيّ: أَحِسن ما قالت العربُ في طول الرِّمَاح قَول القُطَاميّ:

قَوَارِشُ بالرِّماحِ كأَنَّ فيها ... شَوَاطِنَ يُنْتَزَعْنَ بها انْتِزَاعَا

تقارشوا: تطاعَنوا ولعنترة:

يَدْعُون عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنّها ... أَشْطانُ بِئرٍ في لَبَانِ الأَدْهمِ

وقال الأَصْمعيّ: أَحسنُ ما قِيلَ في صِفة رُمْحٍ قول أَبي زُبَيْد الطّائيّ:

وأَسْمرَ يَرْبُوعٍ يَرَى ما أَرَيْتَه ... بَصِيراً إِذَا صَوَّبْتَه للمُقَاتِلِ

<<  <   >  >>