للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُجَلَّى ببَازِىٍّ عُيُونُ ذوِى النُّهَى ... إليه لإِبْصارِ المَحَاسِنِ صُورُ

مكان سَوَادِ العَيْنِ منه عَقِيقةٌ ... وتِبْرٌ على خطِّ السَّوادِ يدورُ

تَمُورُ إذا ما رَنَّقتْ في مَآقِهَا ... كمَا مارَ من ماءِ الزُّجاجةِ نُورُ

فإِن جَحظَتْ عنه اسْتوَى في مَدَارِه ... وإِن مالَ عن لَحْظٍ ففيهِ شُطُورُ

له قَرْطقٌ ضافِى البَنائِق أَنْمَرٌ ... مُفوَّفُ ضَاحِى الشِّقَّتَيْن طَرِيرُ

ومِنْ تَحْتِه دِرْعٌ كأَنّ رُقُومَه ... تَعَارِيجُ وَشْىٍ أَرْضُهنّ حَرِيرُ

كأَنّ انْدِمَاجَ الرِّيش منه حَبَائكٌ ... بعقْبِ سَحَابَاتٍ لهنّ نُشُورُ

له هامَةٌ مَلْسَاءُ أَمّا قَذَالُهَا ... فمُوفٍ وأَمّا جِيدُهَا فقَصِيرُ

له مِنْسَرٌ يَحكِى من الظَّبْىِ رَوْقَه ... إِذا تمَّ للتَّحْبير منه سُطورُ

له فُرَقٌ فَوْقَ القَذَال كأَنَّهَا ... ولم يَعْرُهُ وَخْطُ القَتِيرِ، قَتِيرُ

أَتانَا به من رأْسِ خَلْقَاءَ حَزْنةٍ ... لها فَوْقَ أَرَآدِ الشِّعاف ذُرُورُ

سَبَاهُ صَغِيراً فاستَمَرَّ بحَزْمِه ... وردَّ إليه العَزْم وهو كَبِيرُ

وللمتنبيّ ونظر إلى بازٍ يطاير قبجةً حتى أخذها فقال:

وطائرةٍ تَبَبَّعُهَا المَنَايَا ... على آثارِهَا زَجِلُ الجَنَاحِ

كأَنّ الرِّيشَ منه في سهَامٍ ... على جَسَدٍ تَجسَّدَ من رِيَاحِ

كأَنّ رُؤوسَ أَقلامٍ غِلاظٍ ... مُسِحْنَ برِيشِ جُؤْجُؤهِ الصِّحَاحِ

فأَقْعصَهَا بحُجْنٍ تَحْت صُفْرٍ ... لَها فِعْلُ الأِسِنَّةِ والرِّماحِ

فقُلْتُ لكلّ حىٍّ يَومُ سُوءٍ ... وإِن حَرَصَ النُّفوسُ على الفَلاَحِ

في الزَّرارقة

الزُّرَّق يشبه البازى لوناً، ويقاربه فعلاً، وهو عند الطُّرَّاد ذكر البازىّ، ولم تكثر الشعراء في وصفه إكثارهم في وصف البازى.

قال أبو نواس في زرّق:

قد أَغْتدِى بزُرَّقٍ صَبِيحِ

مَحْضٍ لمَنء يُبصِرُهُ صَرِيحِ

مِمّا اشْتُرِى بالثَّمَنِ الرَّبِيحِ

بكَفِّ ضَنَّانٍ به شَحِيحِ

فلم يَزَلْ بالنَّهْم والتَّقديحِ

ورَشِّهِ بالمَاءِ والتَّلْوِيحِ

حَتَّى انْطَوَى إِلاّ مَجَالُ الرُّوحِ

وعَرَفَ الصَّوْتَ ووَحْىَ المُوحِى

فكَمْ وكم منْ طَربٍ طَمُوحِ

أِسْبَحَهُ طُمورُه في اللُّوحِ

من فَلَتَانٍ صَلَتَانِ شِيحِ

وضَرْبَةٍ بنَيْزْكٍ مَذْرُوحِ

فصادَ قَبْلَ الأَيْنِ والتَّبرِيحِ

تِسعينَ مُسْتَحْياً إِلى مَذبوحِ

وله أيضاً:

قد أَغتدِى بزُرَّقٍ جُرَازِ

أَقْنَى رَقِيقِ الزِّفّ والطِّرَازِ

زَيْنِ يَدِ الحامِلِ والقُفّازِ

يَصِيدُنا زُرْقاً ودَسْتَنجازِ

بحجنَاتٍ صَدْقَةِ التَّوْخَازِ

مثْل أَشَافِى الصَّنِعِ الخَرَّازِ

يَعْتامُها فَرْداً بلا جِلْوَازِ

ولا مُعَاناةٍ على فِرْوَازِ

مِشْقاً يَقُدُّ ثَبَجَ الأَجوازِ

قَدَّ ابْنِ بازٍ وصَنِيع بازِ

نِعْمَ الخليلُ ساعَةَ الإِعْوازِ

ولعبد الله بن محمّد في زرّق:

يا قانصُ أغْدُ علينا ... بزُرَّقٍ مَحبورِ

مُنَاهض للبَوَازِى ... مُغَالِبِ للصُّقورِ

له جَنَاحٌ وَثيرٌ ... مُضَاعَفُ التَّنْميرِ

مَظَاهَرٌ ببُرُودٍ ... مُبَطَّنٌ بحَرِيرِ

وكَفُّ سَبْعٍ هَصورٍ ... مُحَجَّنِ الأُطفورِ

ومِنْسَرٌ ذو انعطافٍ ... كقَرْنِ ظَبْىٍ غَرِيرِ

في هَامَةٍ كَنَفَتْهُ ... كالجَنْدَلِ المُستدِيرِ

وصَدْرِ بازٍ طَرير ... مُفوَّفِ التَّحْبِيرِ

كأَنَّهُ ثَوْبُ وَشْىٍ ... مُعَرَّجُ التَّسْيِيرِ

<<  <   >  >>