وأَكْرَمُهَا باشقٌ حاذِقٌ ... يُسَاوِى البُزَاةَ ويَشْأَى الصُّفُورَا
يُقَلِّبُ عَيْنَيْن ياقُوتَتَيْنِ ... تَرَى التِّبْرَ حَولَهما مُستدِيرَا
ولأحمد بن الحسين المتنبيّ في باشقٍ للحسن بن عبيد الله صاد به سمانى:
أَمِنْ كلِّ شَىْءٍ بلَغْت المُرَادَا ... وفي كلّ شَأْوٍ شأَوْتَ العِبادَا
فمَاذا تَركْتَ لمَنْ لم يَسُدْ ... وماذا تَركتَ لِمَن كان سادَا
كأَنّ السُّمَانَى إِذا ما رَأَتْكَ ... تَصَيَّدُهَا تَشتَهِى أَن تُصَادَا
ولأبي الفتح الكاتب المعروف بكشاجم:
مَرَّ بنا في كفِّه باشقٌ ... فيه وفي الباشق شىْءٌ عَجيبْ
ذاكَ يَصِيدُ الطَّيْرَ من حالِقٍ ... وذَا بعْينَيْهِ يَصِيدُ القُلوبْ
ولأبي نواس في فنون الطَّرد:
قد أَغتدِى واللَّيْلُ كالمِدَادِ
والصُّبْحُ يَنْفِيهِ عن البِلادِ
طَرْدَ المَشِيب حالِكَ السَّوَادِ
غُدوَّ باغِى قَنَصٍ مُعتادِ
في فِتْيَةِ من مَعْشَرٍ أَنجادِ
بالخَيْلِ والكِلابِ والفِهَادِ
وتَوَّجىٍّ طَيِّعِ القِيَادِ
جَلَّ عن الصِّفَاتِ والأَنْدادِ
ذِى حجَنَاتٍ صَدْقَةٍ حِدَادِ
وللمريميّ:
قد بَاكرَ الصَّيْدَ في صِيدٍ تَخَيَّرَهُم ... كالبَدْرِ حَفَّتْهُ منهم أَنْجمٌ زُهُرُ
فغَادَرَ الوَحْشَ من صَرْعَى بأَسهُمِهِ ... كأَنَّهَا يومَ فَتْحِ الرَّقَّةِ الجُزُرُ
ومن طَوَالِعَ جَرْجَى من جَوَارِحِه ... ذا يَستقِلُّ وذا بالتُّرْب مُنْعَفِرُ
هاتِيك يَقْضِى عليها السَّهْمُ والوَتَرْ ... وتِلك يَحْكُمُ فيها النَّابُ والظُّفُرُ
شُهْبُ السَّمَاءِ وشُهْبُ الأَرضِ تَلْحقُها ... عُلْواً وسُفْلاً فما تُبْقِى ولا تَذَرُ
في إِثْرِ مُنُحرِفٍ منهنّ مُنْعطِفٍ ... وفوقَ مُنْحَدِرٍ منهنّ مُنْكَدِرُ
تُطْوَى إِذا انتَشَرَْ قَسْراً وَأَيْنَ بهاعن حَتْفِهَا وَهْىَ تُطْوَى حين تَنْتَشِرُ
ولديك الجنّ من قصيدة:
وغُضْفاً يَنْتَظِمْنَ الأَرْضَ نَظْماً ... تَنَثَّرُ فيه حَبّاتُ النُّفُوسِ
لها في كلِّ مَعرَكةٍ ضجَاجٌ ... ودَاهِيَةٌ كدَاهِيَةِ البَسُوسِ
وسِرْب حُبَاريَاتٍ فَوْقَ جَلْسٍ ... أُشَبِّهُهُ بمَشْيَخَةٍ جُلُوسِ
وفيها:
بَطاوِيَةِ الأَجَادلِ أَو بُزَاةٍ ... مُحَمِّجَةٍ لدَاهِيَةٍ شَمُوسِ
تَرَاهَا في بُرَاها مُنْغِضَاتٍ ... بأَرْؤُسها بحسٍّ أَو حَسِيسِ
فأُمُّ الطَّيْرِ في شَرٍّ وعَرٍّ ... وأُمُّ الوَحْشِ في يومٍ عَبُوسِ
وفيها:
وأَحْمر مذْبحٍ وقَراً وزَوْرٍ ... هَمُوس زِيَارَةِ القِرْنِ الهَمُوسِ
وأَبْيَض ما اطْمَأَنَّ من الذُّنَابَى ... إِلى الحاذَيْنِ كالقَصَبِ اللَّبِيِس
وأَسْوَدَ لهْذَمِ السَّيْرَيْنِ جَوْنٍ ... وأَزْرَق مِنْسَرٍ أَقْنَى نَهُوسِ
وأَصْفَر قِمّةٍ وحَجَاج عَيْنٍ ... فتَحسبُه تَكحَّلَ من وُرُوسِ
إِذَا بُعِثَت سَمِعْتَ لها زُهاءً ... وجَهْوَرَةً كجَهْوَرَةِ القُسُوسِ
كأَنّ على القَرَا دِيباجَ وَشْىٍ ... تَكَشَّفَ عن غُلاَلَةِ خَنْدَرِيسِ
كأَنّ جَآجِئاً منْهَا وهَاماً ... أَعارَتْهَا النُّفُوسَ يَدَا عَرُوسِ
[في العقاب]
يقال لها: عقابٌ ولقوةٌ، لسعة أشداقها، و: الشّغواء لتعقُّف منقارها، والفتخاءاللَّيّنة الجناح في الطَّيران، وعقابٌ خاتيةٌ: توِّت بجناحيها وله حفيفٌ. والمختُّ: المستحيى. وختا الرجل: تغيَّر لونه. ومفازة مختتئةٌ: لا يسمع فيها صوتٌ. والخداريّة: العقاب، للونها، قال الشاعر:
ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدَاريّةَ الوَكْرُ