يُنَازِلُ المُكّاءَ عند نَجِمِهِ
بِالغَتِّ أَو يَنْزِلُ عند حُكمِهِ
يَرْكَبُ أَطرافَ الصُّوَى بخَطْمِهِ
وقد سَقَاهُ عَلَالً من سَمِّهِ
وله فيه:
قدْ أَغتدِى واللّيلُ في دُجَاهُ
كطُرَّةِ البُرْدِ على مَثْنَاهُ
بيُؤْيؤٍ يُعْجِبُ من يَرَاهُ
ما في الْيَآيِى يُؤْيؤٌ شَرْوَاهُ
من سُفْعَةٍ طُرَّ بها خَدّاهُ
أَزْرَقُ لا تَكْذِبُه عَيْنَاهُ
فلو يَرَى القَانِصُ ما يَرَاهُ
فَدَاهُ بالأُمّ وقد فَدَاهُ
مِن بَعْدِ ما تَذْهب حِملاقاهُ
لا يُوئِلُ المكّاءَ مَنكِباهُ
ولاَ جَناحانِ تَكنَّفاهُ
منه إِذا طارَ وقد تَلاهُ
دُون انْتِزَاعِ السِّحْرِ من حَشَاهُ
لو أَكثرَ التَّسبيحَ ما نَجّاهُ
هو الّذي خَوّلَناهُ الله
وقال أيضاً في الكلاب واليؤيؤ:
قد اغتدى مع القَنْيص المُدلجِ
بنَاطحٍ وعاطِفٍ ودُمْلُجِ
وكلّ مَحبوكٍ قرَاهُ مُدْمَجِ
مُحنِّبٍ أَضلاعُه مُعَوَّجِ
من السَّلوقِيَات غَير الأَجْنَجِ
ويُؤيؤٍ كالحَجَرِ المُدَحْرَجِ
قد رِيض في بَرْد جِبَالِ تَوّجِ
طَوِيلِ دفِّ ظَهْرِهِ مُدَبَّجِ
بمَنْسِرِ أَعْقَفَ مثْل المَنْسِجِ
كأنّما جَلَّى بعَيْنَى زُمَّجِ
ولشرشير في يؤيؤٍ:
ويُؤيُؤٍ بحُوّةٍ مجَزّعِ
مُخطَّطٍ بحِبَرٍ مدَرَّعِ
قد طُرَّ خَدّاهُ بلَوْنٍ أَسْفَعِ
كأَنّه من حُسْنِه في بُرْقُعِ
أَسْرَعَ ختْلاً من غُرَابٍ أَبْقَعِ
يَكادُ من مَيْعَتِهِ في المَنْزَعِ
يَسْبِق آناءَ الزّمَانِ المُسْرِعِ
وله في اليؤيؤ والباشق:
هل لك يا بْنَ القَانِصِ البطْرِيقِ
في يُؤْيؤٍ مُهذَّبٍ رَشِيقِ
كأَنّ عَيْنَيْه لدى التّحديقِ
فَصَّانِ مَخْروطانِ من عَقِيقِ
أَو باشَقٍ مُهّذَّب ممشوقِ
أٌقمَرَ مَوْشِىِّ الحُلَى مغروق
ميسر التقريج والتَّعريقِ
تَسْيِيرَ بُرْدٍ ناعِمٍ رَقِيقِ
فهْو بحُسْنِ المنظَر الأَنيقِ
أَجْلَبُ المعِشْقِ من المَعشوقِ
أَسْرع في الهُفُوِّ من حَرِيقِ
وفي اقْتِنَاصِ الطَّيْر من بُرُوقِ
يَفْعَل فِعْلَ الأَجْدلِ السَّحوقِ
وكلّ بَازىٍّ وسَوْذَنيقِ
فَهْوَ على مَنْظرِه المَرْمُوقِ
نِهَايةٌ في النَّفْعِ للصَّديقِ
والرِّفْدِ والقَضَاءِ للحُقُوقِ
وله أيضاً:
ويُؤيؤِ حُزْتُه من رأْسِ شاهِقةٍ ... جَلْسٍ يُرِيك شُخُوصَ الناسِ أَشباحَا
شَئْنِ السُّلاَمَى رَحِيبِ المنخرَيْنِ إِذا ... أَراحَ من غَيْرِ بُهْرٍ خِلْتَهُ ارْتاحَا
تَرى قَرَاهُ ودَفَيْه فتَحسبُها ... لأَحْرُفٍ سُطِرت فيهنّ، أَلواحَا
يُجِيلُ طَرْفاً يَرَى ما لَسْتَ مُدرِكَه ... بعيد مُطّرَجِ الأَجفانِ لَمَّاحَا
يَكادُ يَعلَمُ ما تُخْفِيه مُهْجَتُهُ ... من الحُقُودِ إِذا ما اهْتَزَّ أَوْصَاحَا
ولمحمد بن سعيد في باشقٍ:
قد أَغتدِى واللَّيْلُ حَيْرانُ الغَسَقْ
لم يَهْدِهِ قَطُّ إِلى نورِ الفَلَقْ
ببَاشقٍ يَرُوقُ عَيْنَىْ مَنْ رَمَقْ
مُسْتَحسَنِ الخِلْقةِ مَحمُودِ الخُلُقْ
يَمُرُّ كالسَّهْمِ إِذا السَّهْمُ مَرَقْ
أَسْرَع من خَطْفَةِ بَرْقٍ قد بَرَقْ
لو سابقَ الأَقدارَ أَعْطَتْه السَّبَقْ
إِذا رَأَتْه الطَّيْرُ مَاتَتْ مِن فَرَقْ
يَحُطُّهَا للأَرْضِ من أَعْلَى الأُفُقْ
يَسْطُو عيها بمَخَالِيبٍ ذُلُقْ
مُرْهَفَةٍ حُجْنٍ كأَنْصَافِ الحَلَقْ
ومنْسَرٍ ما يَلْقَ يَتْرُكْهُ مِزَقْ
فصَادَ عِشْرِين وعَشْراً في نَسَقْ
وراحَ إِنْ يُضْبَطْ نَشَاطاً لا يُطَقْ
فنَحْنُ في مُصْطَبَحٍ ومُغْتَبَقْ
وصَفْوِ عَيْشٍ لم يُكدَّرْ برَنَقْ
فالحمدُ للهِ علَى ما قَدْ رَزَقْ
ولعبد الله بن محمّد:
أَخَفُّ القَوَانِصِ جِسْماً ورُوحاً ... وأَجْمَعُها لأُمورٍ أُمورَا