للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُدَّرِعاً رَيْطةً مضاعفةً ... كالنهِي وفَّى سَرَارَهُ الرِّهَمْ

ولمُعقِّر بن قَيْس:

وخَيْلٍ قدْ دَلَفتُ لهَا بِخَيْلٍ ... عليها الشُمْطُ من أَولادِ عَبْسِ

علَيْهمْ كُلُّ سابِغةٍ دِلاَصٍ ... كأَنّ قتِيرَها حَدَقُ ابنِ عِرْسِ

ولعبد الله بن سلام:

ولم تَر يحيى فوقَه تُبَّعِيّةٌ ... تَرُدُّ غِرار السَّيْفِ والسَّيفُ قاضِبُ

تقارَبَ منها السَّرْدُ حتّى كأَنّما ... تَخازَرُ فيهَا بالعُيُون الجَنادبُ

هذا البيتُ حَسنُ المعنى، لأَنّ أَكثر من وَصَفَ الدُّروعَ شَبَّهَها بحَدَق الجَرادِ، والجَنَادِبُ ضَرْبٌ منها، ولم يَرْضَ هذا حتّى قال تخازَرُ أَلف والتخازُرُ تصْغِير العَيْن، فجعلَها مِثل عُيُونِ الجَرَادِ المصغَّرة، وهذا إِغراقٌ في الوَصْف.

في السِّلاح مُجمَلاً

قال امرؤ القَيس:

ومُطَّرِداً كرِشَاءِ الجَرو ... رِ من خُلُبِ النَّخْلةِ الأَجْرَدِ

وذا شُطَبٍ غامِضاً كَلْمُه ... إِذَا صَابَ بالعَظْم لم يَنْأَدِ

ومشْدودةَ السَّكِّ مَوْضُونةً ... تَضاءَلُ في الطَّيِّ كالمِبْرَدِ

تَفِيضُ على المَرْءِ أَرْدَانُها ... كفَيْضِ الأَتِيِّ على الجَدْجَدِ

ولعَوْف بن الخَرِع:

أَعْدَدْتُ للأَعداءِ مَوْضونَةً ... فَضْفاضةً كالنِّهْي بالقَاعِ

أَحفِزُها عنّي بذِي رَوْنقٍ ... مُهنَّدٍ كالمِلْحِ قَطّاعِ

صَدْقٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حَدُّه ... ومُجْنَإٍ أَسْمَر قرَّاعِ

ولزهير:

ومُفَاضةٍ كالنِّهْي يَنُسِجُه الصَّبَا ... بَيْضاءَ كَفَّتَ فَضْلَهَا بمُهنَّدِ

صَدْقٍ إِذا ما هُزّ أُرْعِشَ مَتْنُهُ ... عَسَلاَن ذِئبِ الرَّدْهةِ المستَورِدِ

ولغيره:

ولا تُوعِدَني إِنّني إِن تُلاقِني ... مَعِي مَشْرَفيٌّ في مَضارِبِه قَصَمْ

ونَبْلٌ قِرَانٌ كالسُّيُوفِ سَلاَجِمٌ ... وفَرْعٌ هَتُوفٌ لا سَقِيٌّ ولا نَشَمْ

ومُطّرِدُ الكعْبَينِ أَحْمرُ عاتِرٌ ... وذَاتٌ قتِيرٍ في مَوَاصِلِهَا دَرَمٌ

مُضاعفَةٌ جَدْلاءُ أَو حُطَمِيَّةٌ ... تُغشِّي بَنَانَ المرْءِ والكَفَّ والقَدَمْ

ولعبد قَيس:

وأَصْبَحْتُ أَعْددْتُ للنّائبا ... تِ عِرْضاً نَقِيّاً وعَضْباً صقيلاَ

ووَقْعَ لِسَانٍ كحَدِّ الحُسامِ ... ورُمْحاً طويلَ القّناةِ عَسُولاَ

وسَابِغةً من جِيَادِ الدُّرو ... عِ تَسمعُ للسَّيف فيها صَليلاَ

كماءِ الغَديرِ زَفَتْهُ الدَّبُورُ ... يَجُرُّ المُدَجَّجُ فيها فُضُولاَ

وأَنشدنا الأَخفش الأعرابيّ، ورَواها أَبو تمّام في الحماسة لحَنِيفَة بن حُنَيٍّ:

أَعْددْتُ أَخْرسَ للطِّعان ونَثْرةً ... زَغْفاً ومُطَّرِداً من الخِرْصَانِ

وفُرُوعَ شَوْحَطةٍ كأَنّ نَذِيرَها ... في الكَفِّ عَوْلَةُ فَاقِدٍ مِرْنَانِ

وسَلاجِماً صُلْعَ الرُّؤُوسِ كأَنَّهَا ... أَفْواهُ أَفْرِخةٍ من النِّغْرانِ

والخَيْلُ تَعلمُ حين شَمَّصَها القَنَا ... وعَلاَ رَوَادِفَها النَّجِيعُ مَكانِي

أَنْ لا أَفِرّ عنِ القِتالِ فأُزْدَهَى ... حتَّى أُرَوِّيَ صَعْدَتي وسِنَانِي

ولآخرَ:

أَعْدَدتُ بَيْضَاءَ للحُرُوب ومَصْ ... قولَ الغِرارَينِ يَفْصِم الحَلَقا

وفَارِجاً نَبْعةً ومِلءَ جفِ ... يرٍ من نِصَالٍ تَخالُهَا وَرَقا

وأَرْيحيّاً عَضْباً وذا خُصَلٍ ... مُخلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً تَئِقَا

يَمْلأُ عَيْنَيْك في الفِنَاءِ ويُرْ ... ضِيك عَفَافاً إِن شئْتَ أَو فَرَقا

ولآخر:

وبَيْضاءَ مِثْلِ النِّهْيِ رِيحَ ومَدَّهُ ... شَآبِيبُ غَيْثٍ يَحْفِشُ الأُكْمَ صائفُ

<<  <   >  >>