للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَرَرْنَ على شَرَافَ فَذَاتِ رَجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذَّرانِحَ عن يَمِينِ

كغِزْلاَنٍ خَذَلْنَ بذَاتِ ضَالٍ ... تَنُوشُ الدَّانِيَاتِ من الغُصُونِ

ظَهَرْنَ بكِلَّةٍ وسَدَلْنَ رَقْماً ... وثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ للعُيُونِ

للَبِيد بن رَبيعة:

شاقَتْك ظُعْنُ الحيِّ حين تَحمَّلوا ... فتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُها

مِن كُلّ مَحفوفٍ يُظِلُّ عِصيَّهُ ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُها

زُجَلاً كأَنّ نِعَاج تُوضِح فَوقَها ... وظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً أَرَآمُهَا

حُفِزَتْ وزَايَلَها السَّرَابُ كأَنَّهَا ... أَجْذاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا ورِضَامُهَا

ولبعض شعراء المدينة:

لِمَن الظَّعَائنُ سَيْرُهُنّ تَزَحُّفُ ... عَوْمَ السَّيْفَيْنِ إِذا تَقَاعَسَ يُجْذَفُ

مَرَّتْ بذي خُشُبٍ كأَنّ حُمُولَهَا ... نَخْلٌ مَوَاقِرُ حَمْلُهَا مُتَضعّفُ

ولابن نُمَيْر الثَّقَفِيّ:

أَشاقَتْكَ الظَّعائنُ يومَ بانُوا ... بذِي الزِّيِّ الجَمِيل من الأَثاثِ

ظعائنُ أُسْلِكتْ نَقْبَ المُنَقى ... تُحثُّ إِذا وَنَتْ أَيَّ احْتثاثِ

كأَنَّ على القَلائصِ يوم بانُوا ... نِعَاجاً تَرْتَعِي بَقْلَ البِرَاثِ

الظَّعَائنُ: النِّساءُ في الهَوَادِج، وَاحِدَتُهَا ظَعينَةٌ، وهم يريدون مَظعوناً، كقولهم قَتيل في معنَى مقتولٍ، ثم استُعمِل هذا وكثُرَ حتى قيل للمرأَة المقيمة ظَعِينَةٌ.

ولكُثَيِّر بن عبد الرحمن:

أَهاجَك بَيْنٌ من ظَعائِنَ أَوْ عَبُوا ... بأَيْمَنَ لمَّا جَازت العِيسُ فَدْفَدَا

تخَالُ الرُّبَا دُونَ الحِمَى رَوْنَقَ الضُّحَىيَظَلُّ بها حادٍ إِذا اشْتَاقَ غَرَدَا

وفَوْقَ المَطَايَا في الحُدُوجِ أَوَانِسٌ ... كعِينِ المَهَا قد صِدْنَ قَلْبِي تَصَيُّدَا

ولذِي الرُّمة:

نَظَرْتُ إِلى أَظعانِ مَيٍّ كأَنَّهَا ... ذُرَا النَّخْلِ أَو أَثْلٌ تَمِيلُ ذَوَائبُهْ

وأَشْعلَتِ العَينَانِ والصَّدْرُ كاتِمٌ ... بمُغْرَورِقٍ نَمَّتْ عليه سَوَاكِبُهْ

وللوليد بن عُبَيْد:

رَفَعوا الهَوَادِجَ مُعْتِمِينَ فمَا تَرَى ... إلاَّ تَلأْلُؤَ كَوْكبٍ في هَوْدَجِ

أَمثال بَيْضاتِ النَّعَام يَهُزُّها ... للبُعْدِ أَمثالُ النَّعَامِ الهُدَّجِ

؟ في التَطَيُّر من الإبل

والكَرَاهِيَة لَها، لأَنَّها تَحمِلُ الظعَائنَ وتُشَتِّتُ الخُلاّنَ، وتَصيِيرِها كمِثْل غُرابِ البَينِ.

من ذلك قول أَبي الشَّيصِ:

النّاسُ يَلْحُون غُرا ... بَ البَيْنِ لمَّا جَهِلُوا

وما غُرابُ البَينِ إ ... لاّ ناقَةٌ أو جَمَلُ

وما على ظَهْرِ غُرا ... بِ البَيْنِ تُمْطَى الرِّحَلُ

ولا إِذا صاحَ غُرا ... بٌ في الدِّيارِ احْتَمَلوا

ولعَوفِ الراهبِ:

غَلِطَ الّذِين رَأَيتُهُم بجَهالةٍ ... يَلْحَون كلُّهُمُ غُرَاباً يَنْعِقُ

ما الذَّنْبُ إِلاّ للأَباعِرِ إِنّها ... مِمّا تُشسِتُّ جَمِيعُها وتُفَرِّقُ

إِنّ الغُرابَ بيُمْنِهِ يَدْنو الهَوَى ... وتُشِتُّ بالشَّمْل الشَّتِيتِ الأَيْنُقُ

ولدِيك الجِنِّ:

ما المَنايَا إِلا المَطَايَا وما فرَّ ... قَ شيءٌ تَفْرِيقَها الأَحْبابَا

ظَلَّ حَادِيهمُ يَسوقُ بقَلْبي ... ويَرَى أَنّه يَسوقُ الرِّكابَا

ولغيره:

فمَا للأَباعرِ لا بُورِكَتْ ... ولا بَارَك اللهُ فيمَنْ شَرَاهَا

إِذَا أَدْبرَتْ ذَهبتْ بالحَبيبِ ... وإِنْ أَقْبَلَتْ خَلَّفَتْه وَرَاهَا

وأنشدَ أَبو عُبَيدة في مثله، ويدعو على الإبل، يقول هي المُفَرِّقة:

لَهُنّ الوَجَى لِمْ كُنّ عَوْناً على النَّوَى ... ولا زالَ منها ظالِعٌ وحَسِيرُ

<<  <   >  >>