للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجُؤْجُؤٍ مُنَمْنَمٍ مُحَبَّرِ

كأَنَّه رَقٌّ خَفِىُّ الأَسْطُرِ

وذَنَبٍ كالمُنْصُلِ المُذَكَّرِ

أَو كجَنِىِّ الطَّلْعةِ المقَشَّرِ

وقَبْضَةٍ تَفْصِل إِن لم تَكسِرِ

قَلَّصَ فَوْقَ الدَّسْتَبَانِ الأَحْمَرِ

جَنَاحُهُ كرِدْيَةِ المُشَمِّرِ

وله فيه وفي الفرس:

لَمّا حَدَا الصُّبْحُ بِليلٍ أَدْعَجِ

مثْلِ القَبَاءِ الأَسوَدِ المفَرَّجِ

والنَّجمُ في غُرّةِ فَجْرٍ مُسْرَجِ

كالمُصْطَلِى باللَّهَبِ المؤَجَّجِ

رُعْنَا الوُحُوشَ بِابْنِ شَدٍّ مُدْمَجِ

أَشقرَ مَلْزوزِ القَرَا والمِنْسَجِ

قد خاضَ تَحْجيلاً ولم يُلَجَّجِ

كالخَوْدِ في جِلْبَاتِهَا المضَرَّجِ

رَمَت إلى مِعْصَمِهَا بالدُّمْلُجِ

ذي غُرَّةٍ مثلِ الصَّبَاحِ الأَبْلَجِ

وأَضْلُعٍ مثلِ شِجَارِ الهَوْدَجِ

لُزَّتْ بصُلْبٍ ذي فَقَارٍ مُرْتَجِ

كعُقَدِ الخَطِّىّ لم تَفَرَّجِ

وحافِرٍ أَزرقَ كالفَيْرُوزَجِ

ومُكْملٍ شِكَّتُهُ مُدَجَّجِ

أٌقْمَرَ مثْل المَلِك المُتَوَّجِ

ذي مِخْلَبٍ كالحَاجِب الدَّيْزَجِ

أبرش بطنان الجناح الديزج

كطَيْلَسانِ المَلِكِ المُدَبَّجِ

وله أيضاً فيه:

لَمَّا انْجلَى ضَوءُ الصَّباح وفَتَقْ

تَجَلِّىَ الصَّفْوةِ من تحتِ الرَّنَقْ

وأَنجُمُ اللَّيْل مَريضاتُ الحَدَقْ

والفَجرُ قد أَلْقَى على اللَّيْل طَبَقْ

غدوتُ في ثَوبٍ من اللَّيْل خَلَقْ

بِطارِحِ النَّظرِة في كلّ أُفُقْ

ذِي مِنْسَرٍ أَقْنَى إِذا شَكَّ خَرَقْ

مُختَضِبٍ في كلِّ يَومٍ بعَلَقْ

ومُقلةٍ تَصْدُقُهُ إِذا رَمَقْ

كأَنّهَا نَرْجِسَةٌ بلاَ وَرَقْ

يُنْشِبُ في الأَثباج حتَّى تَنفَتِقْ

مَخَالِباً كمثْلِ أَنْصَافِ الحَلَقْ

مَبَارَكٍ إذا رأَى لقَدْ لَحِقْ

يَسْبِقُ ذُعْرَ الطَّيْرِ من حيثُ امْتَرَقْ

حتَّى يَرَيْنَ المَوْتَ من قَبْلِ الفَرَقْ

وله أيضاً:

كأَنَّه لمّا بَدَا ... والصُّبْحُ لمْ يَنْبَلِجِ

قائدُ جَيْشٍ لَجِبٍ ... سارَ لِقَبْضِ المُهَجِ

فجِسْمُه من فَضّةٍ ... ودِرْعُه من سَبَجِ

وله أيضاً:

قد أَغْتدِى في نَفَسِ الصَّبَاحِ

بقَرِمٍ للصَّيْدِ ذي ارْتياحِ

مُعَلَّقِ الأَلْحاظِ بالأَشباحِ

يَرْكُضُ في الهَوَاءِ بالجَنَاحِ

قُمِّصَ رِيشاً حَسَنَ الأَوْضَاحِ

عليه منه كحَبَابِ الرَّاحِ

ذي جُلْجُل كالصُّرْصُرِ الصَّيّاحِ

تشبيه لمع بياض البازى بالحباب مليحٌ ظريفٌ، وكلك تشبيهه الجلجل بصوت الصُّرصر، وقد أخذ معنى قوله.

مُعَلّق الأَلْحَاظ بالأَشباح

من المثقِّب العبديّ حين وصف فرسه فقال:

كأَنَّهُ مُعَلْقٌ فيه بخُطَّافِ

ومن قول امرىء القيس: قيد الأوابد.

وله أيضاً:

قد اَغْتدِى وفي الدُّجَى مَبَالِغُ

وفيه للصُّبْح خَطِيبٌ نابِغُ

قُدَّ له قَمِيصُ وَشْىٍ سابِغُ

ومِنْسَرٌ ماضِى الشَّبَاةِ دَامِغُ

يمْلأُ كَفَّيْه جَنَاحٌ فارِغُ

وله أيضاً:

ذُو مُقْلَةٍ صَفْرَاءَ مثْلِ الدِّينَارْ

يَرْفَعُ جَفْناً مثْل حَرْفِ الزُّنّارْ

ومِنْسَرٍ كمثْلِ عَطْفِ الْمِسْمارْ

آنَسَ طَيْراً في خَليجٍ هَدَّارْ

من كلّ صَدَّاحِ العَشِىِّ صَفَّارْ

كأَنّه مُرجِّعٌ في مِزءمَارْ

فصَادَ قبلَ فَتْرَةٍ وإِصْحَارْ

خَمسينَ فهينّ سِمَاتُ الأَطفارْ

كأَنّه فيها شُوَاظٌ من نارْ

وله في البزاة والكلاب البوازج:

قُمْ صاحبِى نَغْدُو لِصَيْدِ الوَحْشِ

بضَارِيَاتٍ من بُزَاةٍ بُرْشِ

كأَنّما نَقَّطَهَا مُوَشِّى

وبُوزَجَاتٍ ضُمَّرٍ تَسْتَنْشِى

ذَوَاتِ شَمٍّ وذَوَات نَبْشِ

ووَابِلِ في العَدْوِ غيْر طَشِّ

لمّا رَأَى في اللَّيْلِ فَجْراً يَمْشِى

فكمْ كنَاسٍ قد خَلاَ وعُشِّ

ولعبد الله بن محمّد:

<<  <   >  >>