للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَبْعَدَهَا مُنْتَجَعاً ومُرْتضمَى

فصَدَّه عن قَصْدِ ما كَان نَحَا

يَحْطُّ إِنْ حِطَّ ويَعلُو إِنْ عَلاَ

بحَرِكٍ أَسْرَعَ من رَجْعِ الصَّدَا

حَتّى إِذا جَرَّعَه المَوْتَ حُسَا

وغَصَّ منه بشَجًى بَعْدَ شَجَا

وتَاهَ كالحَيْرَانِ من غيرِ عَمَى

أَنشَبَ من شِدْقٍ وقِحْفٍ وقَفَا

نَوَافِذاً حُجْناً كأَطْرَافِ المُدَى

فخَرَّ كالحِلْسِ إِذا الحِلْسُ هُوَى

وله أيضاً:

سَقَى اللهُ بالقَاطُولِ مَطْرَحَ طَرْفِكَا ... وخَصَّ بسُقْيَاهُ مَنَاكِبَ قَصْرِكَا

ولم أَنسَ بالشَّطَّين نَفْضَ غِيَاضِه ... بخَيْلِكَ أَطْرَافَ النّهَارِ ورِجْلِكَا

ودَسَّك للدُّرَّاجِ في جَنَباتِهِ ... وللغُرِّ آجَالاً قُدِرْنَ بكَفِّكَا

بشُهْبٍ كمَوْشِىّ الرُّخَامِ يُجِيلُهُ ... بمثْل خَفىِّ الوَحْىِ صَنْعَة رَبِّكَا

أَوِ اسْبَهْزَجىّ يَسْبِق الطَّرْفَ حَثُّهُ ... هَوَامِسُ عشْرَيْهِ مُطِيعٌ لأَمرِكَا

تَسُرُّك في تَشْمِيرهَا وقُدُودِهَا ... وحَسْبُك في التأْديب أَو فَوْقَ حَسْبِكَا

حُتُوفٌ إِذَا أَرسلتَهنّ قَوَاصِداً ... عِجَالٌ إِذا أَغْرَيْتهنّ بزَجْرِكَا

تُخَطِّفُ من صُغْرَى وكُبْرَى إِذَا ارتمتْ ... بيُمْنَى ويُسْرَى من بَوَادِر خَطْوِكَا

أَبَحْتَ حِمَاهَا مُصْعِداً ومُصَو؟ ِّباً ... وما رِمْتَ في حَالَيك مَجْلِسَ لَهوِكَا

ولعليّ بن الجهم في البزاة والبوازج:

وَطِئنَا رِيَاضَ الزَّعْفَرَانِ وأَمسكتْ ... علينَا البُزَاةُ البِيضُ حُمْرَ التَّدَارِجِ

ولم تَحْمِهَا الأَدْغَالُ مِنّا وإِنّمَا ... أَبَحْنَا حِمَاهَا بالكِلابِ البَوَازِجِ

بمُسْتَرْوِحَاتٍ سابِحَاتِ بُطُونُهَا ... على الأَرْضِ أَمْثَالَ السِّهَامِ الزَّوَالِجِ

ومُسْتَشْرِفَاتٍ بالهَوَادِى كأَنَّهَا ... وما عقَفَتْ منها رُؤُوسُ الصَّوالِجِ

فَلَيْنا بها الغِيطَانَ فَلْياً كأَنَّهَا ... أَنامِلُ إِحْدىَ الفَالِيَات الحَوَالجِ

قَرَنَّا البُزَاةَ والصُّقورَ وحُرِّمَتْ ... شَوَاهِينُنا من بَعْدِ صَيْدِ الزَّمَامِجِ

وفي البازى من قصيدة:

وقد حَملْنا كلَّ مُسَوْفزٍ ... أَدّبَه الحاذِقُ واخْتَارَا

مَضْطرِمٍ تَحْسبُه طالِباً ... عندَ جَمِيعِ الناسِ أَوْتَارَا

يَفْتُقُ حِمْلاَقيْنِ عن مُقْلَة ... يَخَالُهَا الناظِرُ دِينَارَا

صادِقَةٍ تُعمِلُ لَحْظاً إلى ... مَقَاتِلِ الطائِرِ نَظّارَا

مُخاتِلِ لكنْ له جُلْجُلٌ ... لم يَأْلُ إِعْذاراً وإِنْذارَا

كأَنَّه شُعْلَةُ نارٍ إِذا ... عَايَنَ قَبْجاً أَو خشنْشارَا

أَو عَرَبِىٌّ فاتِكٌ ثائِرٌ ... يخَاف في تَقْصيره العارَا

ولعبد الله بن المعتزّ في البازى:

غَدَوتُ للصَّيْد بفِتْيَانِ نُجُبْ

وسَبَبٍ للرِّزْق من خَيْرِ سَبَبْ

ذي مُقْلَةٍ تَهْتِكُ أَستارَ الحُجُبْ

كأَنَّهَا في الرَّأْسِ مِسْمَارُ ذَهَبْ

بمنْسرٍ مثْلِ السِّنَان المُختضِبْ

قد وَثِقَ القَوْمُ له بِمَا طَلَبْ

فهو إِذا جَلَّى لصَيْدٍ واضطرَبْ

عَرَّوْا سكَاكِنَهُمُ مِن القُرُبْ

قوله:

قد وَثِقَ القَوْمُ له بما طَلَبْ

مأخوذ من قول امرىء القيس:

إِذا ما رَكِبْنَا قال وِلْدَانُ أَهلِنَاتَعَالَوا إِلى أَنْ يَأْتىَ الصَّيْدُ نَحْطِبِ

أي هم واثقون بأَنّ الصَّيد يأتيهم.

وله أيضاً في قصيدة:

ونَذْعَرُ الصَّيْدَ ببَازٍ أَقْمَرِ

كأَنَّه في جَوْشَنٍ مُزَرَّرِ

ذي مُقْلَةٍ تُسْرِجُ فَوقَ المَحْجِرِ

ومِنْسَرٍ عَضْبِ الشَّبَا كالخَنْجَرِ

تَخَالُه مُضَمَّخاً بالعُصْفُرِ

وهَامةٍ كالحَجَر المُدَوَّرِ

<<  <   >  >>