للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَجْمَعُ دلَّ الغِيدِ في إِبْهاجِهِ

وسَطَوَاتِ السِّيدِ في هِيَاجِهِ

مِنْسَرُه يُنْبِىءٌ عن خِلاجِهِ

وظُفرُهُ يُخْبِر عن عِلاَجِهِ

فلم نَزَل نَغذوه في استخراجِهِ

مِن قَبْجِهِ حَالاً ومن دُرَّاجِهِ

حَتَّى أَزالَ الزَّيْغَ عن مِزَاجِهِ

ونَهْنَهَ الهَمَّ عنِ اعْوِجاجِهِ

وله أيضاً:

انْتَزِعْ يا صاحِ بَازِيَنَا ... واغْدُ بنَفْىِ العُسْر من يُسُرِهْ

أَقْمَراً لوْ لاحَ في سَدَفٍ ... غَنِىَ الرّاؤُونَ عن قَمَرِهْ

قَلِقَ الأَجْفَانِ تَحْسبُه ... عاقِداً حِقْداً على وَغَرِهْ

كمَدَاكِ الطِّيبِ هامَتُه ... خَلْقُها يَدْعُو إِلى حَذَرِهْ

وكقَرْنِ الظَّبْىِ مِنْسَرُهُ ... في رِحابِ الشِّدْقِ مُنْقَعِرِهْ

وكجِزْعٍ حَوْلَه ذَهَبٌ ... مايُدِيرُ اللَّحظُ من بَصَرِهْ

مُتَقَبِّى يَلْمَقَىْ جِبَرٍ ... بشِعَارٍ شَفَّ عن صَدَرِهْ

باسِلٌ يَقْضِى بمَنْظَرِه ... حينَ تَلَقاهُ على خَبَرِهْ

وُثِقتْ بالفلْج عَزْمَتُه ... فهْوَ لا يَمْضِى على خطَرِهْ

نائلاً بالأَيْنِ بُغْيَتَهُ ... ظافِراً بالحَزْمِ في غَرَرِهْ

وإِذا أَطْبَى مَسَامِعَه ... رِكْزُ شَخْصٍ غابَ عن حَضَرِهْ

قُلْتَ في عَيْنَيه أَفئِدةٌ ... تَنْتَحِى ما قصَّ من أَثَرِهْ

يَنْبَرِى للطَّيرِ مُنْحرِفاً ... كانْبِعاثِ السَّهْم من وَتَرِهْ

فتَشَظَّى عنه مُقْشِعَةً ... كانْقِشَاعِ الدَّجْنِ عن مَطَرِهْ

ثمَّ يِشْآهَا فيَرْجِعُها ... كرُجوعِ الطَّرْفِ عن نَظَرِهْ

ويُفَرِّى رِيشَهَا بِتَكاً ... كانْتِثَار الزَّهْرِ عن شَجَرِهْ

ولعليّ بن محمّد العلويّ الكوفيّ فيه:

قد أَغتَدِى واللَّيْلُ وَرْدٌ مِنْسَرُهْ

كأَنَّمَا أَلقَتْ عليه أُزُرُهْ

مَوْكِب دُهْمٍ لائِحَات غُرَرُهْ

أَو أَسْوَد اللِّمَّة شابَتْ طُرَرُهْ

والفَجْرُ مولودٌ يَبِينُ صِغَرُهْ

يَطْوِى الظَّلامَ والظَّلامُ يَنْشُرُهْ

بأَشْوَسِ الغَدْوَةِ سامٍ نَظَرُهْ

يُبَادِرُ النّاظِرَ وَهْوَ يَبْدُرُهْ

كأنّ من يُبْصِرُهُ لا يُبْصِرُهْ

يزْهضاهُ بَعْدَ أَيْنِهِ تَجبُّرُهْ

فصَحَّ مَرْءَاهُ لَنَا ومخبَرُه

أَطْوَلُ عُمْرٍ ما رَآه أَقصَرُهْ

وللحسين بن الضحّاك في بازٍ للمتوكّل:

يَحْمِل فوْقَ الكَفِّ موشِىَّ القَرَا

مُلَمْلَمَ الخَلْقِ كجُلمودِ الصَّفَا

مُقْتَدِرَ المِنْسَرِ مَقْدودَ القَنَا

تَخالهُ غَضْبانَ من فَرْطِ الشَّغَا

أَلْبَسَهُ التَّكْرِيزُ مِن حِبْرِ الكُسَا

مَدَارِعاً رَقَّشَ فيها ومَحَا

كأَنّمَا نَمَّقَ من نُونٍ ورَا

مَدَارِجَ الذَّرِّ تَرَقَّى في النَّقَا

يَرْمِى بزَرْقَاءَ طَحُورٍ للقَذَى

يَطْوِى الحَمَاليقَ على جَمْرِ الغَضَا

يُدْرِكُ أَحفَى شَبَحٍ وإِن نَأَى

حتّى إِذا قَرْنٌ من الشمسِ بَدَا

وأَمسكَ السَّاقِطُ من قَطْرِ النَّدَى

عنَّ له سِرْبُ كَرَاكىٍّ سَدَا

مَدَّ مَدَى اللَّيْلِ إلى رَأْدِ الضُّحَى

مُنْجَذِباً يَقطَع أَجْوازَ الفَلاَ

فجَاذَبَ الإِرْسالَ طَبًّا فأَبَى

حتَّى إِذا قَابَلَ مُسْتضنَّ الصَّبَا

أَرْسَلَه ط؟ يَّانَ خَفّاقَ الحَشَا

فمَرَّ كالسَّهْم إِذا السَّهْمُ سَما

حتّى إِذا خَالَطَ أَو قِيل سَطَا

وشَدّ فَنَّينِ عِرَاضاً وتَلاَ

بنَيْزَكٍ إِن صكَّ دَمَّى وفَرَى

قَطَّعَها شَتَّى كأَسْرَابِ القَطَا

فجُلْن من بين خَساً إِلى زَكَا

صَوَارِخاً بين فَيَافٍ وقُرَى

وحَثّ عشْرَيه لأَقصاها مَدَى

<<  <   >  >>