للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومُقْلَتُهَا سائلٌ كُحْلُهَا ... وقد حُلِّيَتْ سَبَحاً في ذَهَبْ

فظَلَّتْ لُحُومُ ظبَاءِ الفَلاَ ... على الجَمْرِ مُعْجَلَةً تُنْتَهبْ

وله أيضاً في فهد:

قد أَغتدِى قبْلَ الغُدُوِّ بغَلَسْ

وللرِّياضِ في دُجَى اللَّيْلِ نَفَسْ

حتَّى إِذا النَّجْمُ تَدَلَّى كالقَبَسْ

قامَ النَّهَارُ في ظَلاَمٍ قد جَلَسْ

بلاحِقِ الوَثْبَةِ مُمْتَدِّ النَّفَسْ

نِعْمَ الرَّديفُ رَاتِباً فوقَ الفَرَسْ

يَنْفِى القَذَى عن مُقْلَة فيها شَوَسْ

كالزُّلَم الأَصفرِ صُكّ فانْمَلَسْ

لمّا خَرَطْنَاه تَدَانَى فَانْغَمٍ

إِذا غَدَا لم يُرَ حتَّى يفْتَرِسْ

وله أيضاً في الفهود:

أَنعتُهَا تَفْرى الفَضَاءَ عَدْوَا

نَوَازِياً خَلْفَ الطَّريدِ نَزْوَا

لا تُحِسنُ القُدْرَةُ منه عَفْوَا

قد وَجَدَتْ طَعْمَ الدِّمَاءِ حُلْوَا

وقلت في فهد:

ورَوْضةٍ باتَ الحَيَا بَها لَهِجْ

بَكَى على مِيثِ ثَرَاهَا ونَسَجْ

دَمْعاً أَعَادَ منْهُ حَيًّا ما دَرَجْ

فشَقَّقَتْ بُطُونَ أَصدافٍ نُتُجْ

عن دُرَرِ الغَوَّاص ذي القَلْبِ الثَّلِجْ

باكَرْتُهَا والصُّبحُ مفْتُوحُ الرِّيَحْ

واللَّيْلُ في جَيْشِ الظّلامِ مُدَّلِجْ

بأَفْطَسٍ أَرْقَشَ مَحْبُوكٍ شَنِجْ

إِذَا رَأَى العُفْرَ ولم يُؤْسَدْ يَهِجْ

إِلاّ يَصِدْ عَشْراً تِبَاعاً لا يَعْجْ

يَعُومُ من غُبَارِهنّ في لُجَجْ

بينَا تَرَاهُ قَامِساً حتّى خَرَجْ

ما تُبْصر العَيْنَان منه إِن مَعَجْ

إِلاَّ كَمَا عَايَنَتَا البَرْقَ اخْتَلَجْ

يَفْغَرُ عن مثْلِ المُدَى لم تَنْفَرِجْ

وفيها:

كأَنّه للحِقْدِ مَوْتورٌ حَرِجْ

يَنظُرُ من جَمْرٍ ويَشْحَى عن زَجَجْ

يُعمِلُ عَشْراً مُوثَقاتِ تَعْتَلِجْ

حُجْناً متَى تَقْبِضْ على الصَّخْرِ تَشُجْ

ثُمَّ انْثَنَى يَسْحَبُ رُمْحاً لم يُزَجْ

أَعُرَج للنَّخْوةِ مِنْ غَيْرِ عَرَجْ

يَرْفُل في دِيبَاجَة لم تُنْتَسَجْ

وَشْياً كمَا رُصِّعِ في العَاجِ السَّبَجْ

يا حُسْنَه في سُخْطِه إِذا سَمُحْ

وفيها في وصف ظبيٍ صاده:

عنّ له أَجْيَدُ أَحْوَى في بَرَجْ

يُغْضِى على سِحْرٍ ويَرْنُو عن دَعَجْ

مُتَوَّجٌ كمَا يُرَى عَقْدُ الأَزَجْ

بأَسْحَمٍ فيه انْحناءٌ وعَوَجْ

مُذَلَّقُ الإِبْرَةِ مَفتولُ الدَّرَجْ

كأَنّه خَرْطُ هِلالٍ مِن سَبَجْ

يَخْتَالُ في مِشْيَتِه إِذا هَدَجْ

بأَرْبعٍ مُرْهَفَةِ الخَلْقِ خُلُجْ

فيها ثَمَانٍ حُذِيَتْ حّذْوَ السُّرُجْ

مَقْدودةٌ خُضِبنَ حِنّاءَ الدُّلَجْ

كأَنّمَا خاضَ مِدَاداً قد مُزِجْ

دُوِّج غَيْماً فوقَ ظَهْرٍ مُنْدَمِجْ

حَتَّى إِذا أَفْضَى إلى البَطْنِ انْفَرَجْ

منها عن الشَّمْس ولكِنْ لا وَهَجْ

مُعَلَّقُ اللِّحيَةِ من فَوْق الشِّرَجْ

كأَنَّهَا مِكْنَسةُ العِطْرِ الأَرِجْ

يذب عن قمراء مطمار الردج

بمِثْلِ قَيْدِ الفِتْرِ نَضْنَاضٍ مِلَجْ

مِثْل لِسَانِ الأُفْعُوانِ المُخْتلجْ

وفيها:

آمَن ما كان معَ الإِجْلِ الدُّعُجْ

ولم يُرَعْ في سِرْبِه ولم يُهَجْ

عانَقَه ثَبْتُ الجَنَانِ والحُجَجْ

عِنَاقَ لا صَبَابَةٍ ولا بَهَجْ

صاغَ له قِلادَةً من الوَدَجْ

ولأحمد بن محمّد الضَّبّىّ في فهد الذِّبَّان:

أَعجَبُ مُسْتَفَادٍ ... أَفَادَنِى زَمَانِى

من الفُهُود فَهْدٌ ... في الاِسم لا العِيَانِ

تِلْك ذَوَاتُ أَرْبَعٍ ... وذاك ذو ثَمانِ

كأَنّما أَرْجُلُه ... مَخَالِبُ النِّغْرَانِ

سَيفاهُ سَيفَا فِيلٍ ... والدِّرْعُ دِرْعُ جَانِ

مُستأْنِسٌ ما إِن يَنِى ... والإِنْسُ في مَكَانِ

وصائِدُ وهو من الصّائدِ في أَمَانِ

<<  <   >  >>