للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُحَدْرجات كالسِّمَامِ المُنْقَعِ

حتّى إِذا أَمْكَن كلُّ مَطْمَعِ

وحَسَرُوا حُرّ ضَوَاحِى الأَذْرُعِ

وجَادَهَا عارِضُ مَوْتٍ مُفْجِعِ

يَجُرُّ أَثناءَ حَشاً مقطَّعِ

وله في مثله:

ومَنْهضل يَعْتَمُّ بالغَلاَفِقِ

حَرىً من الإِوَزِّ والشَّرَاوِقِ

والغُرِّ من مُسِنّةٍ وعاتقِ

سُودِ المَآقِى صُفُرِ الحَمَالقِ

وأُخرٌ في خُضُرِ اليَلاَمِقِ

كأَنّمَا يَصْفِرْن من مَلاَعقِ

صَرْصَرَةَ الأَقْلامِ في المَهَارقِ

فهُنّ من مُقَارِبٍ أَو مَاشِقِ

غَادَيتُها قبْلَ الصَّبَاحِ الفاتِقِ

مُسْتَحْقِبي خَرائِطِ البَنَادِقِ

وشِقَقٍ من القَنَا رَشَائِقِ

مَخْزومةِ الأَوْسَاطِ بالمَناطِقِ

تَقْذَى مَآقِيهنّ بالفَلائِقِ

حتّى إذا قاموا مَقَامَ الرّامِقِ

وحَسَروا الأَيْدى إلى المَرَافق

وجَادَها عارضُ مَوْتٍ بَارِقِ

فهنّ بيْن قائظٍ أَو فاتقِ

وله في مثله:

قد أَغتدى والطَّيْرُ في أَوكارِهَا

بشقَّةٍ كالوَرْس في اصْفرارِهَا

يَخالُها الناظرُ في اسْتدْرَارِهَا

قُلْبَ نُضَارٍ صِيغَ من قِنْطَارِهَا

كأَنَّمَا المائلُ من فَقَارهَا

غُصْنٌ من البانِ على اصْوِرَارهَا

تميدُهُ الرِّيَاحُ في تَكرارِهَا

ستَّةَ أَسْيَار على اقْتدَارهَا

وليلَةٍ طالَتْ علَى سُمّارِهَا

أَرِقْتُ والقَوم إِلى أَسحارِهَا

شَوْقاً به هِجْتُ إِلى أَطيارِهَا

حتَّى إِذا عَنَّ على مُدَارِهَا

طَلَعْنَ مثْلَ الإِبْل في قَطَارهَا

فصَكَّهَا الطَّبْنُ على خَدارِهَا

صَكّاً فلم يَسْلَمْن من فِرَارِهَا

ببُنْدُقٍ مثْلِ شَرَارِ نَارِهَا

ثمّ تنازَعْنَا على كِبَارهَا

تَنَازُعَ الفُتّاكِ في مَغَارِهَا

أَذَفْتَها المَوْتَ على تَغْرَارهَا

برَمْيَةٍ تَصْعَدُ في أَقطارِهَا

وله في مثله:

لمَّا بَدَا ضَوْءُ الصَّباحِ فحَسَرْ

في حالِلِ الأَعْطَافِ مُحْمَرِّ الطُّرَرْ

قُمْتُ إِلى سَمْرَاءَ صَفْرَاءِ الوَتَرْ

لم تُؤتَ من طُولٍ بها ولا قِصَرْ

ولم تُعَبْ بأُبْنَةٍ ولا زَوَرْ

إِذا تَمَطَّى نازعٌ فيها زَمَرْ

ذات شَذًى تَنْزِعُ أَنفاسَ النُّغَرْ

في فِتْية مثلِ مصابيحِ الزُّهُرْ

إِذا تمطَّى طائرٌ فوقَ النَّهَرْ

خاضَ إِليه غَيْرَ وَانٍ فعَبَرْ

مُرَقشَّاتٍ بتَهَاويلِ الصُّوَرْ

فيها حُتُوفُ الطَّيْرِ تفْرِى وتَذَرْ

حتَّى صَبَحْنَا كلَّ نَحَامٍ نَعِرْ

يَرْعَيْن شتَّى ومَعاً ضاحِى الزَّهَرْ

فلو تَرَاهنّ وقد جَدَّ الذُّعُرْ

إِذْ جَدَّ جِدُّ الرَّمْىِ فيها وانْتَشَرْ

فهُنّ من بين صَريعٍ منعَفِرْ

وبين مَقضوبِ النِّياطِ مُنْبَهِرْ

صَادَفَه الحَيْنُ فلم يُنْجِ الحَذَرْ

وكُلُّ شْىءٍ بقَضَاءِ وقَدَرْ

ولشرشير في مثل ذلك:

ومَوْردٍ يُجْذِلُ عينَ الرَّامِقِ

منْتَنظمٍ بالغُرِّ والغَرَانِقِ

وكلَّ صَيْرٍ صافرٍ وناعِقِ

مَكْتَهِلٍ أَو بالِغٍ أوْ نافِقِ

مَوْشيَّة الصُّدور والعَواتِقِ

بكلِّ وَشْىٍ فاخِرٍ ونافِقِ

تَختالَ في أَجْنحةٍ خَوَافِقِ

كأَنَّما تَختالُ في قَرَاطِقِ

ومُعْلَماتٍ صُفُرِ النَّواهِقِ

يَرْفُلْن في قُمْص وفي يَلاَمِقِ

مُدبَّجات قُشُب النَّوافِقِ

مُجَزَّعاتٍ جُدُدِ البَنَائِقِ

كأَنَّهنّ زَهَرُ الحَدائِقِ

وخُضُرٍ مُذْهَمَة المَفَارِقِ

حُمْرِ الحِداقِ كُحُلِ الحَمَالِقِ

كأَنّما يِنْظُرْنَ من عقَائِقِ

بروْضَةٍ تَضْحَكُ عن شَقَائِقِ

بِيضِ النُّحورِ وُضَّحِ مَخَانِقِ

كأنما يجلين في مخانق

وحَالِكاتٍ خُطَّفٍ رَشَائِق

مُطَرَّفاتِ القُذَذِ الرَّقائِقِ

مُلمَّعاتِ القُرُبِ اللَّواحِقِ

كأَنّما نُطِّقْن بالمَناطِقِ

لو كُنّ إِنْساً شُقْنَ قَلْبَ الشائِقِ

<<  <   >  >>