للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَوْقَدَتْ فَوْقَه الصَّوَاعِقُ ناراً ... ثمّ شابَتْ به الذُّعَافَ القُيُونُ

فإِذا ما سَلَلْتَه بَهَرَ الشَّمْ ... سَ ضِياءً فلم تَكَدْ تَستَبِينُ

ما يُبَالِي إِذا انْتَضَاهُ لِضَرْبٍ ... أَشِمالٌ سَطَتْ به أَمْ يَمِينُ

وكأَن المَنُونُ نِيَطتْ إِليه ... وهُوَ مِن كلِّ جانِبَيْه مَنُونُ

يَسْتطِيرُ الأَبْصَارَ كالقَبَسِ المُشْ ... عَلِ ما تَسْتَقِرُّ فيه العُيُونُ

فكأَنّ الفِرِنْدَ والجَوْهَرَ الجا ... رِيّ في صَفْحَتَيهِ ماءٌ مَعِينُ

نِعْمَ مِخْراقُ ذِي الحَفيظةِ في الهَيْ ... جَاءِ يَعْصَى به ونِعْمَ القَرينُ

فدفع إِليه الدنانيرَ، فقَسَمَها ابن يَامِينَ بينَه وبين مَن حضَرَ من الشعراء: ولإسْحَاق بن خَلَفٍ:

أَلْقَى بجَانِبِ خَصْرِه ... أَمْضَى مِنْ الأَجَلِ المُتَاحِ

وكَأَنّمَا ذَرَّ الهَبا ... ءُ عليه أَنْفاسَ الرِّيَاحِ

ولغيره:

وصارمٍ باتكِ الحَدَّيْن ذي ِشُطَبٍ ... ظامٍ وفي مَتْنِه مِن مائِه غُدُرُ

كالفَجْرِ في رَوْنَق الإِفرِند مُنْصَلِتاً ... تَكادُ فيه عُيونُ المَوْتِ تَنْفجِرُ

ولابن أَبي زُرْعَةَ الكِنَانيّ:

مُسْتبْطِنٌ صارِماً كالمَوْتِ سَلَّتُه ... ما يَلْقَ مِن كلِّ شَيءٍ فهو قاطِعُهُ

تَرَى المَنَايَا القَوَاضِي في مَضَارِبِهِ ... ودِيفَ فيه من الذِّيفَان ناقِعُهُ

إِنّي إِذا ما نَبَا سَيفٌ بُمعْتَرَكٍ ... سيَّانِ حاسِرُه عنْدي ودَارِعُهُ

ما كان يُحْصِنُ منه خالِداً بيَدِي ... وَرْقاءُ نَسْجٍ أَجَادَ السَّرْدَ صانِعُهُ

لَو الفَرزْدَق يَومَ العِلْجِ صالَ به ... لمْ يَنْبُ عنه ولمْ تُذْمَم مُجَاشِعُهُ

وله أيضاً:

ومُهنَّدٍ يُعْشِي العُيو ... نَ سَنَاه من قَبْلِ الصِّقَال

صافِ كأَنّك تَنْتضِي ... من جَفْنه رَقْرَاقَ آلِ

متَردِّدٌ فيه الفِرِنْ ... دُ تَرَدُّدَ الماءِ الزُّلاَلِ

للعِتْقِ في مَتْنَيهِ سِيمَ ... الا تُغَيِّرهَا الَّليالِي

وجَوَاهِرٌ يَنْسُبْنهُ ... لِلْعَين من قَبْل السُّؤال

ولأَبي الهَول:

حسُامٌ رَقيقُ الشَّفْرتَينِ كأَنّه ... منَ الله في قَبْضِ النُّفوسِ رَسُولُ

كأَنَّ جُنودَ الذَّرِّ كَسَّرْنَ فَوقَه ... قُرونَ جَرَادٍ بَيْنَهنّ ذُحُولُ

كأَنّ على إِفْرِنْدِه مَوْجَ لُجّة ... تَقَاصَرُ في ضَحْضَاحِهِ وتَطولُ

إِذا ما تَمَطَّى المَوتُ في يَقَظَاتِه ... فلا بُدَّ من نَفْسٍ هناك تَسِيلُ

ولِشرشير الجَدَليّ:

ومهَنَّدٍ عَضْبٍ إِذا ماسُلَّ في ... ظُلَمِ الخُطوبِ أَبَانَ عن قَصْدِ الهُدَى

يُنْضَى فيَخْتَلِس الطُّلَى مِنْ قَبلِ أَنْ ... تُدْنَى ذُبَابَاه إِلى خَلسِ الطُّلَى

مُتَمَلْمِلٌ بفِرنْدِه فكَأَنَّمَا ... حُمْرُ الفَرَاشِ بُعِثْنَ فيه والدَّبَى

يَخْضَرّ منْتَصِباً ويَقْنُؤ حَانِياً ... ويَمورُ مُهتزّاً ويَجْرِي مُنْتَضى

وله أَيضاً:

حازَ الأَميرُ عن البَرِيَّة مُنْصُلاً ... ما حازَه أَحَدٌ مِن الأُمَرَاءِ

جاري الفِرِنْدِ كأَنّه في لَمْعِهِ ... آلٌ زَهَتْه وْقَدَهُ المَعْزَاءِ

وكأَنَّ رَونَقَه حِدَاقُ جَنَادِبٍ ... يَلْمَعْنَ في مَسْجُورةِ الرَّمْضاءِ

يُنْضَى فيتَّقِدُ اتِّقادَ النّارِ تُذْ ... كيهَا ويُطَّرِدُ اطِّرَادَ المَاءِ

مُتَلوِّماً كالحَينِ يَطْلُبُ باغياً ... ومُصمِّماً كالحَيَّةِ الصَّمَّاءِ

وما أحسنَ ما قال الوَليدُ بن عُبَيد:

<<  <   >  >>