وَمن قَوْله من أُخْرَى فِي الْمَذْكُور ... أَلأَجْرعٍ تحتلّه هِنْدُ ... يَنْدى النسيمُ ويأرَجُ الرَّنْدُ
ويطيبُ واديهِ بموردها ... حَتَّى ادّعى فِي مَائه الوَرْدُ
نِعْمَ الخليطُ نضحت جانحتي ... بحَديثه لَو يَبْرُدُ الوجْدُ
يُحْييك من فيهِ بعاطرةٍ ... لَو فاهَ عَنْهَا المسْكُ لم يَعْدُ
يَا سعْدُ قد طَابَ الحديثُ فَزِدْ ... مِنْهُ أَخا نَجْواكَ يَا سَعْدُ
فَلَقَد تجدَّد لي الغرامُ وإنْ ... بَلِيَ الْهوى وتقادَمَ العَهْدُ
ذِكْرٌ يمرّ على الْفُؤَاد كَمَا ... يُوحى إِلَيْك بسِقْطهِ الزَّنْدُ
وَإِذا خَلَوْتُ بهَا تمثَّلَ لي ... ذَاك الزمانُ وعيشُه الرَّغْدُ
ولقاءُ جيرتنا غداتئِذٍ ... متيسِّرٌ ومَرامهم قَصْدُ
وخيامهم أَيَّام مضربها ... سقط اللوى وكثيبه الْفَرد
أعدو بهَا طوراً ورُبَّتَمَا ... رُعْتُ الفَلا والليلُ مَسْوَدُّ
لكواكبٍ هِيَ فِي تَرَاكُبِها ... حَلَقُ الدروع يضمُّها السَّرْدُ
من كلّ أرْوَعَ حَشْوُ مِغْفَرَهِ ... وَجْهٌ أعز وفاحِمٌ جَعْدُ
ذُكِرَ الْوَزير الوقَّشِيّ لهمْ ... فأثارهم للقائه الوُدُّ
مترقّبين حلولَ ساحتهِ ... حَتَّى كأنَّ لقاءَه الخُلْدُ
قد رنَّحَتْهمُ من شمائلهِ ٥ ذِكْرٌ كَمَا يتضوَّع النَّدُّ
نعم الحَدِيث الحُلْوُ تملكه الركْبَان ... حَيْثُ رمى بهَا الوَخْدُ
يَا صاحبيَّ أخبرُهُ عجبٌ ... لَكمَا على ظمأٍ بِهِ ورْدُ
أم ذكره تتعللان بِهِ ... إِذْ لَيْسَ مِنْهُ لذِي فمٍ بُدُّ
شَفَتَيكما فالنَّحْلُ جاثمةٌ ... مِمَّا يُسيل عَلَيْهِمَا الشهد ...