للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدن وسخن وضخم وَعظم، وَمثله وضؤ وَجهه إِذا صَار وضيئا، ووطؤ مركبه إِذا صَار وطيئا، ومرؤ الطَّعَام إِذا صَار مريئا ومرؤ الانسان إِذا صَار ذَا مُرُوءَة، ودنؤ عرض فلَان، أَي صَار دنيئا، وردؤ الطَّعَام، إِذا صَار رديئا.

وَمن أوهامهم فِي هَذَا الْبَاب قَوْلهم: تبريت من فلَان، بِمَعْنى بَرِئت مِنْهُ، فيخطئون فِيهِ، لِأَن معنى تبريت تعرضت مثل انبريت، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:

(وأهلة ود قد تبريت ودهم ... وأبليتهم فِي الْحَمد جهدي ونائلي)

أَي تعرضت لودهم، فَأَما مَا هُوَ بِمَعْنى الْبَرَاءَة، فَقَالَ فِيهِ: قد تبرأت كَمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيل: {تبرأنا إِلَيْك} .

وَنَظِير هَذَا قَوْلهم: هديت من غَضَبي أَي سكنت، وَالصَّوَاب، أَن يُقَال: هدأت، لاشتقاقه من الهدوء، فَأَما هديت فمشتقة من الْهِدَايَة وَالْهدى.

وَمن أوهامهم أَيْضا فِي هَذَا النَّوْع قَوْلهم: التباطي والتوضي والتبري والتهزي: وَالصَّوَاب أَن يُقَال: التباطؤ والتوضؤ والتبرؤ والتهزؤ.

وَعقد هَذَا الْبَاب أَن كل مَا كَانَ على وزن تفعل أَو تفَاعل مِمَّا آخِره مَهْمُوز كَانَ مصدره على التفعل والتفاعل وهمز آخِره وَلِهَذَا قيل: التَّوَضُّؤ والتبرؤ، لِأَن تصريف الْفِعْل مِنْهُمَا تَوَضَّأ وتبرأ.

وَقيل: التباطؤ والتمالؤ والتكافؤ والتطأطؤ، لِأَن أصل الْفِعْل مِنْهَا تباطأ وتطأطأ وتمالأ وتكافأ، وَهَذَا الأَصْل مطرد حكمه، وَغير منحل من هَذَا السمط نظمه.

[٨٤] وَيَقُولُونَ للْأُنْثَى من ولد الضَّأْن: رخلة، وَهِي فِي اللُّغَة الفصحى رخل بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْخَاء، وَقد قيل فِيهَا: رخل بِكَسْر الرَّاء وَإِسْكَان الْخَاء، وعَلى كلتا اللغتين لَا يجوز إِلْحَاق الْهَاء بهَا، لِأَن الذّكر لَا يشركها فِي هَذَا الِاسْم وَإِنَّمَا يُقَال لَهُ: حمل، فجرت

<<  <   >  >>