وَأَوَّلْتهَا الْفِعْل كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن: {رُبمَا يود الَّذين كفرُوا} ، وَكَذَلِكَ حرف لم فَإِذا زيدت عَلَيْهَا مَا - وَهِي أَيْضا حرف - صَارَت لمّا اسْما فِي بعض المواطن بِمَعْنى حِين ووليها الْفِعْل الْمَاضِي نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلما جَاءَت رسلنَا لوطا} وَهَكَذَا قل وَطَالَ لَا يجوز أَن يليهما الْفِعْل، فَإِن وصلا بِمَا وليهما الْفِعْل، كَقَوْلِك: طالما زرتك وقلما هجرتك.
[٥٤] وَيَقُولُونَ: ثفل فِي عينه بثاء مُعْجمَة بِثَلَاث، فيصحفون فِيهِ لِأَن الْمَنْقُول عَن الْعَرَب تفل باعجام اثْنَتَيْنِ من فَوق.
وَحكى الْفراء عَن الْكسَائي أَن الْعَرَب تَقول: تفل فِي عَيْني وَنَفث، فالتفل مَا صَحبه شَيْء من الرِّيق، والنفث النفخ بِلَا ريق، وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ان روح الْقُدس نفث فِي روعي، ان نفسا لن تَمُوت حَتَّى تستكمل رزقها، فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطّلب.
وَنَظِير هَذَا التَّصْحِيف قَوْلهم فِي الفرصاد: توث، بالثاء الْمُعْجَمَة بِثَلَاث، كَمَا قَالَ النَّهْشَلِي:
(لروضة من رياض الْحزن أَو طرق ... من الْقرْيَة خزن غير محروث)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute