للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وشركاءكم} إِذْ الْعَطف مُمْتَنع هَاهُنَا، لِأَنَّهُ لَا يُقَال: أَجمعت شركائي، وَأجِيب عَنهُ بجوابين.

أَحدهمَا: أَنه انتصب انتصاب الْمَفْعُول مَعَه، فَتكون الْوَاو بِمَعْنى مَعَ لَا أَنَّهَا وَاو الْعَطف، وَيكون تَقْدِير الْكَلَام: اجْتَمعُوا مَعَ شركائكم على تَدْبِير أَمركُم.

وَالْجَوَاب الثَّانِي: أَنه انتصب على إِضْمَار فعل حذف لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ وَتَقْدِيره لَو ظهر: وَادعوا شركاءكم، فَتكون الْوَاو على هَذَا القوله قد عطفت فعلا مضمرا على فعل مظهر كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

(وَرَأَيْت زَوجك فِي الوغى ... مُتَقَلِّدًا سَيْفا ورمحا)

وَالرمْح لَا يتقلد بِهِ، وَإِنَّمَا تَقْدِيره: وحاملا رمحا.

ويضاهي لَفْظَة أَجمعت فِي تعديتها بِنَفسِهَا تَارَة وبحرف الْجَرّ أُخْرَى لَفْظَة عزمت، فَيُقَال عزمت على الْأَمر وعزمته، كَمَا قَالَ عز وَجل: {وَلَا تعزموا عقدَة النِّكَاح حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله} .

[٥٦] وَيَقُولُونَ: أحدرت السَّفِينَة وَقد آن إحدارها، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال:

<<  <   >  >>