للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ودعوا بالصبوح يَوْمًا فَجَاءَت ... قينة فِي يَمِينهَا إبريق)

(فدمته على عقار كعين الديك ... صفى سلافها الراووق)

(مزة قبل مزجها فَإِذا مَا ... مزجت، لذ طعمها من يَذُوق)

(وطفا فَوْقهَا فقاقيع كالياقوت ... حمر يزينها التصفيق)

(ثمَّ كَانَ المزاج مَاء سَحَاب ... لَا صرى آجن وَلَا مطروق)

قَالَ: فطرب، ثمَّ قَالَ: أَحْسَنت وَالله يَا حَمَّاد، يَا جَارِيَة اسقيه، فسقتني شربة ذهبت بِثلث عَقْلِي، فَقَالَ: أعده، فاستخفه الطَّرب، حَتَّى نزل عَن فرشه، ثمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ الْأُخْرَى، اسقيه، فسقتني، فَذهب ثلث آخر من عَقْلِي، فَقلت إِن سقيت الثَّالِثَة افتضحت، ثمَّ قَالَ لي: سل حَاجَتك، فَقلت: كائنة مَا كَانَت قَالَ: نعم، قلت: إِحْدَى الجاريتين، قَالَ: هما جَمِيعًا لَك بِمَا عَلَيْهِمَا وَمَا لَهما، ثمَّ قَالَ للأولى: اسقيه فسقتني شربة سَقَطت مِنْهَا، فَلم أَعقل حَتَّى أَصبَحت، والجاريتان عِنْد رَأْسِي، وَإِذا عشرَة من الخدم مَعَ كل وَاحِدَة بدرة، فَقَالَ أحدهم: إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام، وَيَقُول: خُذ هَذِه فَانْتَفع بهَا فِي سفرك، فأخذتها والجاريتين وعاودت أَهلِي.

[١٨٣] وَيَقُولُونَ شفعت الرسولين بثالث، فيوهمون فِيهِ، لِأَن الْعَرَب تَقول: شفعت الرَّسُول بآخر، أَي جعلتهما اثْنَيْنِ، ليطابق هَذَا القَوْل معنى الشفع الَّذِي هُوَ فِي

<<  <   >  >>