للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

) وَقَالَ فِي الرِّيَاح: {وَمن آيَاته أَن يُرْسل الرِّيَاح مُبَشِّرَات} وَهَذَا هُوَ معنى دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْد عصوف الرِّيَاح: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا.

أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمعدل قِرَاءَة عَلَيْهِ، قَالَ: حَدثنَا القَاضِي الشريف أَبُو عمر الْقَاسِم بن جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَثْرَم، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد ابْن يحيى - وَهُوَ السُّوسِي - قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو عَليّ الرَّحبِي قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَحمَه الله قَالَ: هَاجَتْ ريح أشْفق مِنْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ اسْتَقْبلهَا، وَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ وَمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَة وَلَا تجعلها عذَابا.

وَذكر ابْن عمر رَضِي الله عَنهُ أَن الرِّيَاح الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن: ثَمَان.

أَربع رَحْمَة، وَأَرْبع عَذَاب، فَأَما الَّتِي للرحمة فالمبشرات والمرسلات والذاريات والناشرات، وَأما الَّتِي للعذاب فالصرصر والعقيم، وهما فِي الْبر، والعاصف والقاصف وهما فِي الْبَحْر.

[٦٦] وَيَقُولُونَ فِي ضمن أقسامهم: وَحقّ الْملح، إِشَارَة إِلَى مَا يؤتدم بِهِ فيحرفون المكنى عَنهُ لِأَن الْإِشَارَة إِلَى الْملح فِيمَا تقسم بِهِ الْعَرَب، هُوَ إِلَى الرَّضَاع لَا غير، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَول وَفد هوَازن للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو كُنَّا ملحنا لِلْحَارِثِ أَو للنعمان لحفظ ذَلِك فِينَا، أَي لَو أرضعنا لَهُ.

وَعَلِيهِ قَول أبي الطمحان فِي قوم أضافهم، فَلَمَّا أجنهم اللَّيْل استاقوا نعمه:

<<  <   >  >>