للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَابْن الْأَعرَابِي فتجاريا الحَدِيث إِلَى أَن حكى أَبُو نصر: أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي دخل على عبيد الله بن زِيَاد، وَعَلِيهِ ثباب رثَّة، فَكَسَاهُ ثيابًا جددا، من غير أَن عرض لَهُ بسؤال، أَو أَلْجَأَهُ إِلَى استكساء، فَخرج وَهُوَ يَقُول:

(كساك وَلم تستكسه فحمدته ... أَخ لَك يعطيك الجزيل ويأصر)

(وان أَحَق النَّاس إِن كنت مادحا ... بمدحك من أَعْطَاك وَالْعرض وافر)

فَأَنْشد أَبُو نصر قافية الْبَيْت: وياصر يُرِيد بِهِ: ويعطف، فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بل هُوَ وناصر بالنُّون، فَقَالَ أَبُو نصر: دَعْنِي يَا هَذَا وياصري، وَعَلَيْك بناصرك.

[١٠٥] وَيَقُولُونَ: هَذَا أَمر يعرفهُ الصَّادِر والوارد، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال.

الْوَارِد والصادر لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من الْورْد والصدر، وَمِنْه قيل للخادع: يُورد وَلَا يصدر، وَلما كَانَ الْورْد تقدم الصَّدْر وَجب أَن تقدم لَفْظَة الْوَارِد على الصَّادِر.

ويماثل قَوْلهم: الْوَارِد والصادر قَوْلهم: القارب والهارب، فالقارب الَّذِي

<<  <   >  >>