للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشاءم، وَالصَّوَاب أَن يُقَال فيهمَا: يامن وشاءم، وَأَن يُقَال للمسترشد: يامن يَا هَذَا وشائم، أَي خُذ يَمِينا وَشمَالًا، فَأَما معنى تيامن وتشاءم فَأن يَأْخُذ نَحْو الْيمن والشأم، فَإِذا أتاهما قيل: أَيمن وأشأم، كَمَا يُقَال: انجد واتهم، إِذا أَتَى نجداً وتهامة، وَقد يُقَال فِي معنى آخر: تيمن الرجل إِذا توسد يَمِينه.

ويكنى بِهِ أَيْضا عَمَّن مَاتَ لِأَنَّهُ إِذا مَاتَ اضجع على يَمِينه، وَمِنْه مَا أنْشدهُ ثَعْلَب فِي مَعَانِيه:

(إِذا الْمَرْء علبى ثمَّ أصبح جلده ... كرحض غسيل فالتيمن أروح)

وَمعنى علبى تشنجت علباؤه.

وَهِي الْعصبَة فِي الْعُنُق، وَأَرَادَ هَذَا الشَّاعِر أَنه إِذا انْتهى فِي الْهَرم إِلَى هَذَا الْحَد فالموت أروح لَهُ.

[٣٩] وَيَقُولُونَ: هُوَ مشؤم، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: مشؤوم بِالْهَمْز، وَقد شئم إِذا صَار مشؤوما، وشأم أَصْحَابه إِذا مسهم شُؤْم من قبله، كَمَا يُقَال فِي نقيضه يمن، إِذا صَار ميموناً، ويمن أَصْحَابه إِذا أَصَابَهُم يمنه.

واشتقاق الشؤم من الشأمة وَهِي الشمَال، وَذَاكَ أَن الْعَرَب تنْسب الْخَيْر إِلَى الْيَمين وَالشَّر إِلَى الشمَال، وَلِهَذَا تخْتَار أَن تُعْطى بِيَمِينِهَا وتمنع بشمالها، وَعَلِيهِ فسر قَوْله تَعَالَى: {إِنَّكُم كُنْتُم تأتوننا عَن الْيَمين} ، أَي تصدوننا

<<  <   >  >>