للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٤٠] وَيَقُولُونَ لما يتعجل من الزروع وَالثِّمَار: هرف، وَهِي من أَلْفَاظ الأنباط ومفاضح الأغلاط، وَالصَّوَاب أَن يُقَال فِيهِ: بكر، لِأَن الْعَرَب تَقول لكل مَا يتَقَدَّم على وقته: بكر، فَيَقُولُونَ: بكر الْحر وَبكر الْبرد وبكرت النَّخْلَة، إِذا أثمرت أول مَا تثمر النّخل فَهِيَ بكور، وَالثَّمَرَة المعجلة باكورة.

وَيَقُولُونَ أَيْضا فِي كل شَيْء يخف فِيهِ فَاعله ويعجل إِلَيْهِ: قد بكر إِلَيْهِ، وَلَو أَنه فعل ذَلِك آخر النَّهَار أَو فِي أثْنَاء اللَّيْل، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: عجل.

قد يسْتَعْمل بكر بِمَعْنى عجل، يدل عَلَيْهِ قَول ضَمرَة ابْن ضَمرَة النَّهْشَلِي.

(بكرت تلومك بعد وَهن فِي الدجى ... بسل عَلَيْك ملامتي وعتابي)

أَرَادَ بقوله: بكرت تلومك أَي عجلت، لَا أَنه أَرَادَ بِهِ وَقت البكرة لإفصاحه بِأَنَّهَا لامته فِي اللَّيْل.

وَنَظِير استعمالهم لَفْظَة بكر بِمَعْنى عجل استعمالهم لَفْظَة رَاح بِمَعْنى سارع وخف، وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من رَاح إِلَى الْجُمُعَة فِي السَّاعَة الأولى فَكَأَنَّمَا قرب بَدَنَة،

<<  <   >  >>