للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُوقع بعد غير فِي مثل قَوْلك: جَاءَ الْقَوْم غَيْرك فيوهمون كَمَا وهم أَبُو الطّيب فِي قَوْله:

(لَيْسَ إلاك يَا عَليّ همام ... سَيْفه دون عرضه مسلول)

وَالصَّوَاب: أَلا يُوقع بعد إِلَّا إِلَّا الضَّمِير الْمُنْفَصِل، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَمر أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} ، وَالْفرق هَاهُنَا بَين الا وَغير أَن الِاسْم الْوَاقِع بعد غير لَا يَقع أبدا إِلَّا مجرورا بِالْإِضَافَة، وَضمير الْمَجْرُور لَا يكون إِلَّا مُتَّصِلا، وَلِهَذَا امْتنع أَن يفصل بَينهمَا، وَلَيْسَ كَذَلِك الِاسْم الْوَاقِع بعد إِلَّا، لِأَنَّهُ يَقع إِمَّا مَنْصُوبًا وَإِمَّا مَرْفُوعا، وَكِلَاهُمَا يجوز أَن يفصل بَينه وَبَين الْعَامِل فِيهِ وَلِهَذَا جعل لَهُ ضميران: مُتَّصِل ومنفصل، إِلَّا أَنه لما اعترضت إِلَّا فِي الْكَلَام وفصلت بَين الْعَامِل والمعمول، أوقع بعْدهَا الضَّمِير الْمُنْفَصِل، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي ضير الْمَنْصُوب: {ضل من تدعون إِلَّا إِيَّاه} ، وكما قَالَ عَمْرو بن معدي كرب فِي ضمير الْمَرْفُوع:

(قد علمت سلمى وجاراتها ... مَا قطر الْفَارِس إِلَّا أَنا)

فَأَما قَول الْقَائِل:

<<  <   >  >>