للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أم برام صِيَام فِي أم سفر يُرِيد لَيْسَ من الْبر الصّيام فِي السّفر.

وَحكى الْأَصْمَعِي أَن مُعَاوِيَة قَالَ ذَات يَوْم لجلسائه: من أفْصح النَّاس فَقَامَ رجل من السماط، فَقَالَ: قوم تباعدوا عَن عنعنة تَمِيم، وتلتلة بهراء، وكشكشة ربيعَة، وكسكسة بكر، لَيْسَ فيهم غمغمة قضاعة وَلَا طمطمانية حمير، فَقَالَ: من أُولَئِكَ قَالَ: قَوْمك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ.

وَأَرَادَ بعنعنة تَمِيم أَن تميما يبدلن من الْهمزَة عينا كَمَا قَالَ ذُو الرمة:

(أعن ترسمت من خرقاء منزلَة ... مَاء الصبابة من عَيْنَيْك مسجوم)

يُرِيد: أإن ترسمت.

وَأما تلتلة بهراء فيكسرون حُرُوف المضارعة فَيَقُولُونَ: أَنْت تعلم.

وحَدثني أحد شيوخي رَحمَه الله أَن ليلى الأخيلية كَانَت مِمَّن يتَكَلَّم بِهَذِهِ اللُّغَة، وَأَنَّهَا اسْتَأْذَنت ذَات يَوْم على عبد الْملك بن مَرْوَان، وبحضرته الشّعبِيّ، فَقَالَ لَهُ: أتأذن لي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي أَن أضْحك مِنْهَا قَالَ: افْعَل، فَلَمَّا اسْتَقر بهَا الْمجْلس قَالَ لَهَا الشّعبِيّ: يَا ليلى، مَا بَال قَوْمك لَا يكتنون، فَقَالَت لَهُ: وَيحك أما نكتني فَقَالَ: لَا وَالله وَلَو فعلت لاغتسلت، فخجلت عِنْد ذَلِك واستغرق عبد الْملك فِي الضحك.

وَأما كشكشة ربيعَة فَإِنَّهُم يبدلون عِنْد الْوُقُوف كَاف المخاطبة شينا، فَيَقُولُونَ

<<  <   >  >>