وَأما إِذا التحقت مَا بِلَفْظَة: فِي فَإِن كَانَت للاستفهام حذفت ألفها، وَكتب: فيمَ رغبت وفيم جِئْت.
وَإِن كَانَت بِمَعْنى الَّذِي وصلت وَأثبت ألفها، فتكتب: رغبت فِيمَا رغبت.
وتكتب عَمَّا مَوْصُولَة كَمَا كتبت فِي قَوْله تَعَالَى: {عَمَّا قَلِيل} إِلَّا أَن تكون استفهامية كمجيئها فِي قَوْله تَعَالَى: {عَم يتساءلون} فتكتب بِحَذْف الْألف.
وتكتب كَيْمَا مَوْصُولَة، وكي لَا مفصولة لِأَن مَا الْمُتَّصِلَة بهَا لم تغير معنى الْكَلَام وَلَا الملتحقة بهَا غيرت مَعْنَاهَا.
وَأما من إِذا اتَّصَلت بِلَفْظَة كل أَو بِلَفْظَة مَعَ لم تكْتب إِلَّا مفصولة، وَإِنَّمَا كتبت مَوْصُولَة فِي عَمَّن وَمِمَّنْ لأجل إدغام النُّون فِي الْمِيم، كَمَا أدغمت فِي عَمَّا، وَفِي أَن الشّرطِيَّة إِذا وصلت بِمَا فَصَارَت أما.
وَمن ذَلِك أَنهم إِذا ألْحقُوا لَا بِأَن حذفوا النُّون فِي كل موطن، وَلَيْسَ ذَلِك على عُمُومه، بل الصَّوَاب أَن يعْتَبر موقع أَن، فان وَقعت بعد أَفعَال الرَّجَاء وَالْخَوْف والإرادة كتبت بإدغام النُّون، نَحْو رَجَوْت أَلا تهجر، وَخفت أَلا تفعل، وَأَرَدْت أَلا تخرج، وَإِنَّمَا أدغمت النُّون فِي هَذَا الموطن لاخْتِصَاص أَن المخففة فِي الأَصْل بِهِ ووقوعها عاملة فِيهِ، فاستوجبت إدغام النُّون بذلك، كَمَا تُدْغَم النُّون فِي أَن الشّرطِيَّة عِنْد دُخُول لَا عَلَيْهَا، وَثُبُوت حكم عَملهَا على مَا كَانَ عَلَيْهِ قبل دُخُولهَا.
فتكتب: أَلا تفعل كَذَا يكن كَذَا.
وَإِن وَقعت أَن بعد أَفعَال الْعلم وَالْيَقِين أظهرت النُّون لِأَن أَصْلهَا فِي هَذَا الموطن أَن الْمُشَدّدَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute