للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول بعد قدومه من بلده"؛ فمكث سنة في مكة من بداية سنة ١٣٨٤هـ درس في المعهد العلمي بها، وبعده استقر به المقام بالمدينة النبوية في مستهل سنة ١٣٨٥هـ مدرسا بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، واستمر في الجامعة حتى أصبح رئيسا لقسم السنة والعقيدة، أشرف خلالها على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه بالجامعة، وفي عام ١٤٠٧هـ تقاعد الشيخ عن الأعمال الوظيفية بعد أن أمضى فيها ما يقارب من أربعين سنة، اجتهد "رحمه الله" من خلالها على التحصيل والطلب وجدَّ في خدمة العلم وأهله، حتى منحه الله أمورا قل أن تجتمع لغيره في هذا الزمن؛ فكان ملازما لنشر علوم الحديث، وحبب إليه هذا الشأن "ابتداء من عام (١٣٦٧هـ) " فاعتنى به وتميّز فيه عن غيره، فسار من أجله وارتحل إلى الأقاليم النائية في طلبه، والبحث عن تراث المسلمين فيه عدة رحلات من بينها رحلته إلى الهند أكثر من مرة، وإلى أسبانيا، والجزائر، والمغرب، وتونس، وليبيا، وسوريا فأتى بالعجيب "من ولعه وعنايته البالغة بكتب التراث الإسلامي" عنها؛ فقل أن يوجد مخطوط مهم في الحديث وعلومه أو التوحيد إلا وعند الشيخ نسخة منه؛ إذ كان مبعوثا من قبل الجامعة الإسلامية للبحث والتنقيب عن المخطوطات، وتصوير المهم منها، وقد كان "رحمه الله" كل ما جلب مخطوطا أخذ نسخة منه لمكتبته الخاصة حتى تكونت عنده "على ضيق ذات يده" مكتبته زاخرة ثرية بالنفائس من أمهات الكتب ونوادر المخطوطات، والتي استفاد منها كثير من أهل العلم، والمراكز العلمية في البلاد الإسلامية.

وقد بذل الشيخ حماد جهده ومكتبته لأهل العلم وطلابه؛ فأصبح مجلسه

<<  <  ج: ص:  >  >>