من مؤلفاته؛ فالبحث في موضوع التدليس ليس جديداً، ولكن فيه مجالا لجديد من الرأي في رجال رموا بالتدليس فاختلف في تقويم رواياتهم، فلا بد أن يكون للشيخ تقرير في أنواعهم وأعيانهم ومدى الانتفاع بها، وفي الحديث عن دخول مكة إزالة للبس كثر كلام الفقهاء به، وفي حديث الأربعين صلاة في مسجده "صلى الله عليه وسلم" أخذ وردّ كثير من حيث سنده وفقهه، وقد ذهب إلى تضعيفه، بل رده شيخنا أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني، فالشيخ حماد مع تقديره الكبير للشيخ ناصر سابقيه في هذا الصدد لا يرى مانعاً من خلافهم مادام يظن الدليل في غير جانبهم.
وهكذا القول في (لَعَمْري) الذي يتوقف على معرفتها حكم شرعي في الإباحة أو الحظر، وقد أوضح الشيخ في العنوان، دون أي لبس رأيه بأنها ليست من الحلف بغير الله، بل هي ضرب من اللغو الذي جرى عليه العرب دون قصد إلى اليمين.
ومن هنا يتبين لك أن الشيخ، مع شدته في الحفاظ على مذهب السلف في الأصول لا يسمح للتقليد بالسيطرة على تفكيره في كل ما يتسع للاجتهاد.
بقي أن نذكّر القارئ باللون الأدبي الذي يصوره اختيار الشيخ لأسماء كتبه، فلقد صبها جميعاً في قوالب السجع، على طريقة المؤلفين في الأندلس وما بعد العصر العباسي، ولا غرابة في هذا؛ فالشيخ مع تبحره في اللغة لم يعر الأدب من اهتمام أكثر ما يحتاج إليه في نطاق الدراسات الأخرى، فإذا أقبل عليه ففي حدود التفقه لمدلولات الألفاظ والتراكيب، وما يصحب ذلك من التنقيب عن الشواهد، وهذا الطراز من أهل العلم لا يكادون يتجاوزون نطاق الأدب القديم إلى أي لون آخر جديد.