للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواعدةٍ بينهم، ففتحوا دروسًا في المنطقة تحت إشراف القاضي البغدادي والحافظ السيوطي "رحمهما الله".

ولما انتهت الدَّورة الدراسية وعزم كلُّ واحد من الثلاثة (السيوطين والمغيلي، وجدُّ شيخنا) على الرحيل ذهب السيوطي إلى عاصمة نيجيريا (كانوا) بدعوة من رئيسها للتدريس هناك، وذهب معه تلميذه جدُّ شيخنا، وأبو الهدى الشريف، ورجع عبد الكريم المغيلي إلى مسقط رأسه، ونشأتُه منطقة (أدرار) التي عاصمتها (توات) جنوب الجزائر، ورجع جدُّ شيخنا الأعلى محمد بن يوسف الأنصاري إلى وسط مالي في المنطقة الشرقية التي عاصمتها (تنبكتو) جنوب (تادا مكة) التي هُدمت (١) .

هذا، وفي (تادا مكة) كان مولد الأنصاري ونشأته؛ حيث نشأ في بيت علم وفتوى وقضاء، وتوفي والده وهو ابن ثمان سنين فكفله عمُّه البحر محمد أحمد "وهو أولُ شيوخه"، ثم أخذه خاله محمد أحمد بن تقي الأنصاري، وعنه أخذ بعض العلوم والمعارف سيّما اللغة.

ومن شيوخه في أفريقيا: موسى بن الكسائي، والشريف الإدريسي، والشيخ محمد عبد الله المدني؛ وقد درس عليهم حتى أتمَّ سائرَ الفنون من تفسيرٍ ونحو وفقه وحديث وأدبٍ وشعر وغير ذلك، ثم ترقّى الأنصاري في مراقي العلوم حتى شبَّ عن الطوق وصار صاحب فنٍّ وذوق.

ومِن هنا أزمع على الهجرة بعد مجيء الاستعمار الفرنسي بتشجيعٍ من شيخه محمد عبد الله المدني "رحمه الله" الذي أخذ عنه علم التوحيد السلفي،


(١) من إجابات شيخنا الأنصاري ـ رحمه الله تعالى ـ على أسئلة له في رمضان المبارك قُبيل مرضه بأيّام عام ١٤١٧هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>