وعلم الحديث، فاتّجه إلى الحرمين الشريفين، وأخذ عن علمائها، ومنهم: محمد الخيَّال، ومحمد بن تركي، وحامد فقي، وحسن مشّاط، وعبد الرزاق حمزة، والشيخ عمر برِّي، والشيخ عبد الرحمن الإفريقي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وغيرهم كثير.
وأُجيز بالحديث وسائر الفنون، كما أُجيز بالتدريس؛ فدرَّس النحوَ، والبلاغة، وأصول الفقه، وأصول الحديث، والمنطق، وصحيحي البخاري ومسلم، و (سنن الترمذي) ، و (التوحيد) لابن خزيمة، وغيرها.
وفاق أقرانَه، واشتهر ذكرُه حتى ذاعَ صيتُه في الأقطار.
وكان "يرحمه الله" ذات سمتٍ حسن وهدي نبويٍّ، يعمل بالسنن، طيِّب السيرة، نقيّ السريرة، مع التقوى والورع والزهد في حطام الدنيا، عالمًا، عاملاً، باذلاً نفسَه لطلاّب العلم، لا يبخل بعمله ولا بفهمه، صبورًا على مشاقّ العلم وعقباته، بعيد الهمَّة، حاضر البديهة، سريع الاستحضار، قويّ الذاكرة، حافظًا، زاخرًا بللآلئ العلم ودرارِيه، وسع الإطلاع، غزير المعرفة، مع الحلم والتواضع، والجود والكرم، وبذل النفس، وغير ذلك من الخصال الجميلة والصفات الحميدة؛ فرحمه الله رحمةً واسعة، وجمعنا به في مستقرِّ رحمته.