من جهة الجنوب، وأما تركيا فتتاخمها من جهة الشمال، وأما جهة الشرق فتحدها العراق، كما يحدها من جهة الغرب البحر الأبيض المتوسط ولبنان.
وسوريا عبارة عن مرتفعات جبلية وتلول، يشقها من جهة دمشق العاصمة نهر بردى، كما أن الغوطة تحتوي دمشق من جميع جهاتها الأربع، وكذلك نهر العاصي الذي يغذي بحيرة قطينة الصناعية يجري من جبال إدْلب إلى منطقة حمص، وسكّانها يقربون من ثمانية ملايين تقريبًا، وهم لفيفٌ من العرب والأرمن والأتراك وأجناس أخرى، وتضم هذه البلاد مناخًا جيّدًا صحيًّا.
وأما من الناحية الاجتماعية: فإن السوريين يسودهم الانقباض عن غيرهم، ولا تجد منهم أُنسًا، بل تراهم كأنهم نافرون منك خائفون، وهذا بخلاف تلك المجتمعات التي رأيناهم في تونس والمغرب والهند، فإن هذه المجتمعات يستأنس بهم، بل تلتحم بهم كأنك واحدٌ منهم.
الدينية: وأما من الناحية الدينية: فإن تلك البلاد تقودها طائفتان اثنتان: إحداهما طائفة البعث النصيرية الشيوعية الميول، والأخرى: الخرافيّون المتعصِّبون من الحنفية والشافعية، فالشافعية هم الأغلبية في محافظة دمشق، وأما الأحناف فهم الأكثرية في محافظة حلب الشهباء، هذا بالإضافة إلى تلك الطرق السائدة في هذين المذهبين.
وليس في الإمكان التفاهُم مع أيّ واحد من أولئك الخرافيّين المتعصبين هناك.
وأما النساء المتفرنجات والشباب المتفرنج المائع الفاقد الحياء في تلك البلاد الضائعة فتلقاهم في الشوارع وبالأخص في سوق الحميدية، تلقى في هذه السوق من النساء العاريات الكاشفات عددًا لا يحصى، بل تجدهن في المكتبة الظاهرية