وكان أول ما قابلنا عند بهو القصر هذه الكلمة:(لا غالب إلا الله) ، وكانت هذه الكلمة منقوشة عند مدخل كل غرفة من غرف القصر البديع الصنع، وكان القصر مقسّما ثلاثة أقسام على ما يلي:
١- قسم للسياسيين. ٢- قسم لاستقبال العامة.
٣- ساحة الأسود الاثني عشر أسدًا، وهذه الأسود عبارة عن تماثيل مجسمة يخرج الماء من خياشيمها إشارة إلى مضى ساعة.
وفي جانب من القصر كنيسة ضخمة فيها من التماثيل والصور عدد كثير، وهذه الكنيسة مبنية في جزء من القصر، كما أن بلصق القصر فندقًا أحمر يسمى فندق قصر الحمراء.
وفي هذا الفندق اجتمعنا بعد انتهاء تجوالنا بالقصر بأعضاء المركز الإسلامي بغرناطة برئاسة الأخ نزار الصباغ، وقد ارتجل الأخ نزار كلمة الترحيب بالوفد، وحثّ فيها أهل العلم على ترجمة ما يقرأون إلى واقع عملي.
ومما تجدر الإشارة إليه: أن بجانب قصر الحمراء من جهة الغرب حارة تسمى حارة البائسين، وهي حارة معروفة في أيام الإسلام في ذلك البلد.
وهنا انتهى الغرض في غرناطة إذْ لم تكن فيها مكتبة إسلامية، بل ولا يوجد فيها من المسلمين إلاّ أهل المركز الإسلامي أو سائح. والمركز الإسلامي عبارة عن طلبة يدرسون في مختلف الفنون العصرية في غرناطة.
وبعد انتهاء الاجتماع مع أعضاء المركز توجهنا راجعين إلى مدريد في الساعة الثانية عشرة بالتوقيت الزوالي، واستمرّ بنا السير في محافظة غرناطة (أي: البيرة) إلى أن وصلنا محافظة (حائن) جيان، وتسمى أيضا محافظة الزيتون لالتفات أشجار الزيتون في هذه المنطقة، وبين غرناطة وجيان مائتا كيلو، ولما