يدرس فيها محمد عبد الرحمن المغراوي المتخرّج في الجامعة الإسلامية، فاستقبلنا فيها مديرها، وبعد تعريفه بالوفد ومهمّته دخلنا بمعيته في مكتبة المدرسة فتجولنا في أرجائها، وهي مكتبة غنية بمهمات المطبوعات العربية، ثم استمرّ التجوال إلى كلية اللغة التي بجانبها خزانة ابن يوسف، فلما دخلنا فيها استقبلنا نائب المدير (فاخر) وتجول معنا في مكتبها أي: في مكتبة الكلية، ثم مرّ بنا إلى الخزانة التي بلصقها، فوجدنا هذه الخزانة مشتملة على مخطوطات كثيرة عليها آثار القدم والإهمال بجانب ما فيها من المطبوعات فاستعرضنا فهرسها الكبير، ولكن لم نجد فيه شيئًا يلفت النظر إلاّ كتابًا واحدًا باسم:(أسباب نزول القرآن) للحافظ ابن حجر، وجدنا هذا الكتاب وافيًا في موضوعه، فقيّدناه برقمه، وقد منعنا من تصويره هو وغيره من الكتب التي وجدناها في الخزانة العامة بالرباط، وبالمكتبة العليا منعنا من تصوير هذه الكتب الأمور التالية:
أ- أننا صادفنا المغرب وهم مستعدون تمام الاستعداد بجميع مدنه وقراه للاحتفال بالمولد، ولذا أعلنوا أن المكتبات والدوائر الحكومية تغلق في مدة أربعة أيام، وهذا هو السبب في تغير برنامج الرحلة حيث صرفناه عن المغرب إلى أسبانيا.
ب- عدم وجود آلة تصوير في تلك المكتبات إلاّ آلة واحدة في الخزانة العامة بالرباط العاصمة، وجدنا هذه الآلة عليها زحمة بحيث لا نتمكن من تصوير ما قيدناه من المخطوطات في تلك المكتبات، فمن ثَمّ اقترح بعض المسؤولين الكبار في الرباط وغيره أن نرفع إلى الجامعة الإسلامية أن المكتبات بالمغرب في حاجة ماسّة إلى إيجاد آلة تصوير كبيرة تُقَوَّمُ بمائة ألف ريال سعودي.
وقد سبق عرضُ هذا المشروع من قبل المسؤولين هناك على جامعة الملك عبد العزيز فأسهمت فيه بستين ألف وبقي من القيمة أربعون ألفا، وهذا المبلغُ