للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإنّ أصدق الحديث: كتاب الله، وخير الهدْي: هدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرّ الأمور: محدَثاتُها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله.

أيها الإخوة الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذه الليلة المباركة أستغلّ هذه الفرصة لمدارسة ما تيسّر من العلوم النافعة التي في مقدّمتها علم الحديث، أعني: علم الحديث رواية ودراية، لأنّ علم الحديث ينقسم قسمين كما تعرفون علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية، فرأيتُ في هذه المناسبة أن أبدأَ بالحديث القدسي الذي يتضمّن مسائل عديدة لا بدّ لمن يرغب في العلم من أن يأخذ بطرفٍ منها، ألا وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجَه الإمام مالك في (موطئه) قال أبو هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله عز وجل: "من قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله عز وجل: حمدني عبدي، وإذا قال العبدُ: {الرحمن الرحيم} قال الله عز وجل: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال العبدُ: {مالك يوم الدين} قال الله عز وجل: مجّدني عبدي وفي قراءة: إذا قال العبد: {ملك يوم الدين} قراءتان متواترتان، قال الله: مجّدني عبدي، وإذا قال العبدُ: {إياك نعبد وإياك نستعين} يقول الله عز وجل: هذا لي ولعبدي ما سأل" أي: {إياك نعبد} له، و {إياك نستعين} للعبد وللعبد ما سأل،

<<  <  ج: ص:  >  >>