"وإذا قال العبد: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يقول الله عز وجل: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
هذا الحديث يسمّى عند أهل الحديث:(الحديث القدسي) ومعنى كونه أو تسميته بهذا اللقب أنّ هذا الحديث فيه تقديس الله عز وجل وتنزيهه عن مشابهة ذاته وصفاته وأسمائه بذات وصفات وأسماء المخلوقات، ويتضمن سورة عظيمة بتفاصيل ما فيها من هذه المعاني الجليلة، لأن الله عز وجل سمى هذه السورة التي شرحها هذا الحديث القدسي في سورة الحجر بقوله:{ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} القرآن العظيم هو الفاتحة التي فصلها هذا الحديث القدسي.
والأحاديث القدسية كثيرة، ولكن أغلبها إمّا مكذوبة موضوعة وإمّا ضعيفة جدًّا وإمّا ضعيفة فقط، وهذا هو الأغلب على هذا النوع من علم الحديث، وهو ما يسمّى بالأحاديث القدسية.
والحديث القدسي إذا صحّ وثبت سندُه يجب أن تقول: إنه كلام الله بلّغه عنه نبيّه صلى الله عليه وسلم، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول، يقول أبو هريرة أولاً: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله، القولُ إذا أُطلق فهو يشمل اللفظ والمعنى، أما ما يقولُه الخرافيّون أو المعطِّلون أو المشبِّهون أو المؤوِّلون من أنّ القول يأتي غير شامل للفظ والمعنى: فهذا قولٌ في غاية من البطلان، ليس بصحيح، هذا قولٌ تذرّعوا إليه أو به إلى إنكار ما أثبت الله عز وجل وما أثبته رسول الله عليه الصلاة والسلام لله عز وجل من صفاته العلى وأسمائه الحسنى.
فهذا الحديث القدسي أفرده بعض العلماء بالتأليف في مقدمتهم الحافظ ابن عبد البر حافظ المغرب والأندلس أفرده بتأليف سماه (الإنصاف في الاختلاف في البسملة) ، وهو مطبوع ومنتشر، وينبغي لمن كان يرغب التحقيق