في هذه المسألة التي أشار إليها الحافظ ابن عبد البر بهذا العنوان أن يطلع على هذا الكتاب، وهو ليس بكبير ولا بصغير بل متوسّط فابن عبد البر كغيره من المحققين يعرف أن العلماء اختلفوا هل البسملة من الفاتحة؟، هل البسملة في كل سورة من السور أم لا؟.
يريد أن يعطينا فكرة مدعومة بالنصوص القرآنية والنصوص النبوية في الراجح من القولين في هذه الرسالة الجيدة التي ما رأينا أحدًا ألّف مثلَها في هذا الموضوع، فينبغي أن يطلع عليها من يرغب في تحقيق هذه المسألة.
وأنا لماذا آثرت أنا أقدِّم بهذا الحديث الشريف الصحيح الذي أخرجه عددٌ كبيرٌ من المحدِّثين، ولكن كلهم عن طريق الإمام مالك، وهو حديثٌ صحيح وقلّ أن تجد حديثًا صحيحًا قدسيًّا إلا أعدادًا تعدّ باللسان، إلاّ أنهم ألّفوا فيها كتبًا كثيرة، ولكن إذا نظرتَ فيها وأنت من أهل الخبرة بهذا العلم تجد أن عشرة في المائة هو الصحيح وما سوى ذلك إمّا موضوع وإما ضعيف وإما ضعيف فقط.
فهذا الحديث الشريف الذي يشتمل على معاني عديدة معاني لا يستغني عنها طالب علم أولاً: أن الحديث تفصيل لما تضمّنته سورة الفاتحة بجميع أنواعه وإن كنا لا يوجد عندنا وقت واسعٌ للمرور على عُشر ذلك، فنحن نطبق الآية الكريمة:{فاتقوا اللهَ ما استطعتم} ، وهذه الآية نسخت كثيرًا من الآيات {فاتقوا الله ما استطعتم} فأنت إذا كنت عاجزًا على أن تعمل عملاً ينبغي لك أن تستحضر هذه الآية: {فاتقوا الله ما استطعتم} إذا عملت ما استطعت من العمل كتبه الله لك كله فإن الله كريمٌ ما يعطيك بعضه لأنك عجزت على أن تفعله كاملاً، فإن الله عز وجل كريم، يقول أبو هريرة رضي الله عنه الصحابي الجليل الذي ظلمه بعض الناس وليس لأبي هريرة ذنب يستحق أن توجه إليه التّهم أو توجّه