إليه الظنون، إلاّ أن الله عز وجل أعطاه من الحفظ للسنة ما ليس لغيره، اللهم إلاّ عبد الله بن عمرو، وقد بينا أنه كان يكتب وهو لا يكتب والكتابة تحفظ لك المحفوظات أكثر من الاعتماد على الحفظ غيبًا، قد ينسى الإنسان ولكن ما دام أنه مكتوب إذا أحسست بشيءٍ من النسيان تنظر إليه وتنتبه، وعبد الله ابن عمرو يكتب، وهو أكثر الصحابة حديثًا، وأبو هريرة ينافسه في هذا وإن كان أبو هريرة لا يكتب، فلهذا هذا الصحابي الجليل يستحقّ التقدير والاحترام بدلاً مما واجهه به من لم يعرف قيمته ووزنه وليس له ذنب إلاّ أنه حفظ لنا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يحفظه غيرُه، اللهم إلاّ عبد الله بن عمرو.
يقول في هذا الحديث القدسي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله عز وجل: إذا قال العبدُ: {الحمد لله} ، الحمد لله: أول سورة الفاتحة... إلى آخر الحديث كلّه".
وقد خصت الفاتحة بهذا الحديث دون غيرها من سور القرآن البالغة مائة وأربع عشرة، وليس في القرآن سورة اشتملت على ما ذكره هذا الحديث حول سورة الفاتحة، ولهذا ينبغي للذي يريد أن يحصل له نصيبٌ من العلم الشريف حديثًا وقرآنًا أن يُعنى بالتفكّر في سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة سورةٌ عظيمة لا يوجد في القرآن مثلها، وسمّاها الله عز وجل {القرآن العظيم} ، ما قال {العظيم} دون {القرآن} .
الفاتحة هي القرآن كله:{ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآنَ العظيم}{سبعًا من المثاني} الفاتحة: سبع آيات من المثاني، وهي تثنى وتقرأ في كل ركعة، لو قرأت القرآن من سورة البقرة إلى سورة الناس ولم تقرأ الفاتحة في الصلاة فصلاتُك باطلة، ولكن لو قرأت سورة الفاتحة فقط ولم تقرأ معها غيرها فصلاتك صحيحة. انتبه إلى هذا!، هذا معنى {القرآن العظيم} ، الفاتحة هي