القرآن العظيم، وأنتم تعرفون أن القرآن يبحث عن أمور بإيجاز يبحث عن ثلاثة أمور، وبالبسط يبحث عن ستة أمور كلها ترجع إلى الثلاثة، انتبهوا لهذا! فالتفقه في القرآن هو المطلوب وليس المطلوب كثرة الرواية، المطلوب الدراية للرواية، الإمام مالك يقول:"ليس العلمُ بكثرة الرواية، وإنما العلمُ بالدراية"، ما معنى الدراية؟، التفقّه في القرآن والسنة، أما الهذرمة فهذا ليس بعلم، العلم أن: تقرأ الآية وتقف عندها وتتدبرها وتفهم ماذا تشتمل عليه من الفقه كما في حديث معاوية: "من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين".
هذا هو الدراية: الفقه في القرآن، الفقه في السنة، وهذا مفقود الآن في أغلب الناس، سواء كان طالب علم أو غيره، بل إنما يريد أن يستعجل فقط ويقضي الوقت بدون فهم، لا، القرآن ما نزل إلاّ للتفقّه فيه:{أفلا يتدبّرون القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالها} الذي لا يتدبّر في القرآن ولا في السنة قد برهن على أنّ على قلبه قفلاً، والقفل إذا كان على الباب بدون مفتاح ما تستطيع أن تدخل أبدًا، إذْ يجب عليك أن يكون معك مفتاح.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين".
ما هو الدين الذي إذا أراد الله بنا خيرًا فقّهنا فيه؟. أمور الدين ثلاثة لا رابعَ لها هي: الإسلام، والإيمان، والإحسان هذا هو الدين المطلوب التفقّه فيه.
من ماذا أخذناه؟، أخذناه من حديث جبريل عليه السلام لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان أجاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب جبريل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر:"أدرك الرجل"، وذهب عمر ليدرك جبريل فلم يدركه، فرجع فقال: ما رأيتُه، فقال:"هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم".
فهذه الكلمة أعطتنا فكرة متكاملة عن معنى الدين والإسلام أركانه