هذا هو الدين الذي علمنا جبريل عليه السلام عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يجب أن يفهم وأن يعرف ليعمل به.
وإذا لم تفقه القرآن لم تعمل بالقرآن، القرآن رسالة أرسلت إلينا من الله عز وجل لنقرأها ونتفقّه بها ونعمل بمقتضاها، وإذا خلا شيءٌ من هذا فإنك لعّاب بالقرآن، ما نزل القرآن لتلعب به، نزل لتدرسه وتتفقّه فيه وتعمل بمقتضاه وبدون فهم لن تعمل بمقتضاه، {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .
وذكر الله لنا عز وجل في سورة الأعراف كلمتين ينبغي أن ننتبه لها دائمًا حينما نقرأ القرآن وحينما نقرأ الحديث: قال الله عز وجل في سورة الأعراف: {المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى} إنذار وتذكير، ما معنى إنذار وتذكير؟، إنذار: ترهيب عن المعاصي، ذكرى: تذكير بامتثال أوامره، لأنّ الله عز وجل حصر القرآن في ثلاثة أمور من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس: أولا: التوحيد، ثانيًا: الترغيب، ثالثًا: الترهيب، هذا هو القرآن بالإيجاز.
اقرأ القرآن وتدبّره فإنّك تجد ذلك في غاية من البيان والوضوح أنّ كتاب الله عز وجل كثيرًا ما يقول:{بسلطان مبين} كلما جاءت حجة يقول: {مبين} ما معنى مبين؟، المعنى واضح، القرآن كلام عربي واضح، الذي يريد أن يفقهه ويفهمه يوفقه الله عز وجل، ومن لا يريد ذلك يتّخذه لعبًا فهذا أضرّ بنفسه.
وهذا الحديث الشريف كما سمعتم حديث انحصر في سورة الفاتحة، وهو حديثٌ صحيح.