يعني: كُتُبُ الذهبي اليوم لو اشتغلنا بها وبحثنا عنها نجدها كلها، وإذا درسناها ننافس الذهبي وإن لم نصل إلى درجته، فهذا الإمام الكبير يقول عن نفسه: لما جئت حاجًّا إلى مكة وطفت وسعيت شربت ماء زمزم فسألت الله عز وجل أن أحفظ الحديث وعلومَه، وسأل الله عز وجل أن يكون مثل الحافظ البرزالي. وجاء الذهبي بعد ذلك فوق البرزالي. وجاء الحافظ ابن حجر الذي حمل العلم بعد الذهبي يقول عن نفسه: أنا لما جئت حاجًّا وطفت وسعيت شربت ماء زمزم نويت أن أكون كالذهبي في حفظ الحديث وعلّق الحافظ على هذه الكلمة بقوله: قد وصلت إلى الذهبي وتمنيت أني لم أتقيّد به فيما كتبت قبل، لأنّ كل المراجع التي اطلع عليها اطلعت عليها وزيادة ا. هـ.
هكذا الهمة.
أما ترى الحبل بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثر
فما علينا إلاّ أن نسأل الله عز وجل العون والتوفيق، فإننا سننجح بإذن الله كما نجحوا.
هذا فيما يتعلّق بصناعة هذا الحديث الشريف الصحيح الذي ينبغي أن يكون دومًا وأبدًا نصب أعيننا.
هذا الحديث فيه من المعاني ما لم تجده في غيره من الأحاديث يكفيك دليلاً على ذلك أنّه فَصَّل ما تشتمل عليه سورة الفاتحة.
الفاتحة مشتملةٌ على جميع القرآن من سورة البقرة إلى آخر سورة الناس، لأنّ القرآن يبحث عن ثلاثة أشياء: توحيد، ترغيب، ترهيب:
أو توحيد، أمر، نهي، أو توحيد حرام، حلال، إن شئت أن تقول هذه