تعرفها من كتاب الله العليم بكلِّ شيء، أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي علمه، ولا يمكن أن تتعلم إلا عن طريقهما.
أما التوحيد في القصد والطلب: توحيد العبادة، وتوحيد المتابعة، يسمى التوحيد الإرادي ومعناه: عبادة الله عز وجل لا يراد بها إلا الله فالذي يعبد الله عز وجل لا بدّ أن يكون مخلصًا لله في العبادة قال تعالى: {فاعبد الله مخلصًا له الدين} هذا معنى التوحيد الإرادي.
ولقد جرى بحث بيني وبين بعض الناس عن هذا التقسيم، وقالوا: هذا ما سمعناه من مشايخنا، قلت لهم: هل مشايخكم سمعتم منهم كل شيء؟، قالوا: لا، فقلت: الشيء الذي لم تسمعوه من مشايخكم وسمعتموه من غير مشايخكم يجب عليكم أن تحرصوا عليه.
ثم التقيت بأحد المشايخ فقال لي: أنت تقول: التوحيد يصلح أن يقسم إلى ثنائي وثلاثي ورباعي؟، قلت: هذا هو الحقّ، ومن قال غير هذا فهو جاهل لهذا التقسيم يجب أن يتعلمه، فقال: لا أبدًا، قلت: والعياذ بالله تعالى.
اشرح لي لا إله إلا الله محمد رسول الله، ما معنى هذه الكلمة؟، فبُهت لأنّ إنكاره هذا التقسيم الثلاثي الرباعي معناه أنه ينكر أنّ كلمة الإخلاص تشتمل على نوعين من التوحيد:
"لا إله إلا الله" الشق الأول: توحيد العبادة.
"محمد رسول الله" الشق الثاني: توحيد المتابعة.
فقد غفل، وهو لا يُسْتَنكَرُ عليه أن يغفل، ولكن أنكرت عليه ذلك لأنّه أخذ معنا مدة تبلغ عشرين سنة، فمِن هنا أنكرت، وإلاّ لو كان في أول أمرِه لا أُنكِرُ عليه، لأنَّ الأشعريّة الكلاّبية الذين عاش بينَهم والمعتزلة الزيديّة والحنفية