للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماتوردية الذين اجتمع معهم لا يعرفون هذا النوعَ من التوحيد، فلهذا أنكرتُ عليه وقلت له: اسمع! يجب عليك أن تدرس هذه المسألة من جديد، والآن فالجامعة أُسِّست لتعليم التوحيد لمن لا يعرفه، فقال: أنظر، قلت: عجيب! تنظر في مسألة دراسة التوحيد؟، الواجب أن تبادر حتى تعرف معنى "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".

قلت لكم هذه القصة لكي تنتبهوا، فهناك من لو سمعك تقول إنَّ التوحيد ينقسم ثنائي وثلاثي ورباعي لم يقبل منك.

وأنتم عرفت معنى كون التوحيد ثنائي ومعنى كونه ثلاثي ومعنى كونه رباعي، وهذا كله في أول الفاتحة، وسنعرج على ذلك بتفصيل.

واعلموا: أنّ هذه السورة التي سمّاها الله عز وجل {القرآن العظيم} بدأها الله عز وجل بالتوحيد، وجعلها في أول القرآن، هذا لحكمٍ كثيرة ينبغي أن نعرّج على ما تيسّر منها:

منها: أن الله عز وجل بدأ كتابه بهذه السورة التي بدأها بالتوحيد إشارة إلى أن أول واجب يجب أن يُدَرَّسَ في أي مجال وفي أي احتفال وفي أي ندوة وفي أي مدرسة في الدنيا هو التوحيد، أول مدرسة تفتح هي التوحيد، كما أن المدرسة الأولى التي فتحها الله عز وجل لنا في كتابه هي مدرسة التوحيد في سورة الفاتحة.

انظر هنا لَمّا بدأ كتابه بالتوحيد وبدأ كتابه بالسورة الشاملة للتوحيد وغيره ختم كتابه بالتوحيد سورة الناس أوَ ليْست هي آخر القرآن؟، بلى، لا يقل أحد نعم، لأنّه إذا قال نعم أخطأ.

بسم الله الرحمن الرحيم: {قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس}

<<  <  ج: ص:  >  >>