للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه تقسيمات التوحيد الثنائية والثلاثية والرباعية، وفيها إشارتان:

الإشارة الأولى: إلى أنه عز وجل ختّم القرآن بالتوحيد كما بدأه لنا بالتوحيد إشارة إلى أنّ آخر ما يجب عليك أن تموتَ عليه هو التوحيد {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أي: موحِّدون.

فختم الكتاب بنفس التوحيد الذي بدأ به الكتاب.

"ثم قال المحاضر" (١) : أغلب الذين اشتغلوا بعلم البلاغة المفيد المعتزلة الزيديّة والأشعرية الكلاّبية والحنفية الماتوريدية، فكمْ هؤلاء؟، هذه ثلاثية اشتغلوا بهذا العلم، وهو علمٌ مفيد يساعدك على الإطلاع على أسرار القرآن والسنة النبوية، ولكن استغلّه أولئك لأجل جعل ما هم عليه من الخروج عن الجادّة من الإيمان بأسماء الله والإيمان بصفات الله.

فهؤلاء الثلاثة إما معطِّلون بحت، وإما مُؤَوِّلُون قح، وإما منكرون كليةً، هكذا هم، فانتبهوا لهذا.

اعلموا: أنَّ ما كل من سمع هذا التوحيد تقبله، فبيّن الله عز وجل لنا في آخر هذه السورة من قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخر السورة أن الناس لما جاءت هذه السورة وقفوا من هذا التوحيد ثلاثة مواقف:

صنفٌ درسه وعمل بمقتضاه، وهم الذين قال عنهم: {صراط الذين أنعمت عليهم} من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، هذا الصنف الأول ما موقفه من التوحيد المذكور في أول السورة؟، عمل بمقتضاه.


(١) مبحثٌ مفيدٌ جدًّا. اهـ (عبد الأول) .

<<  <  ج: ص:  >  >>